→ فصل: لا يصلح العلم مع قلة العمل | صيد الخاطر فصل: نورالقلب يلبه المريد ابن الجوزي |
فصل: كم من محتقر احتيج إليه ← |
فصل: نورالقلب يلبه المريد
ترخصت في شيء يجوز في بعض المذاهب، فوجدت في قلبي قسوة عظيمة، وتخايل لي نوع طرد عن الباب، وبعد، وظلمة تكاثفت. فقالت نفسي: ما هذا؟ أليس ما خرجت عن إجماع الفقهاء؟ فقلت لها: يا نفس السوء جوابك من وجهين: أحدهما: إنك تأولت ما لا تعتقدين، فلو استفتيت لم تفت بما فعلت. قالت: لو لم أعتقد جواز ذلك ما فعلته. قلت: إلا أن إعتقادك ما ترضيه لغيرك في الفتوى. والثاني: أنه ينبغي لك الفرح بما وجدت من الظلمة عقيب ذلك، لأنه لولا نور في قلبك ما أثر هذا عندك. قالت: فلقد إستوحشت بهذه الظلمة المتجددة في القلب. قلت: فاعزمي على الترك، وقدري ما تركت جائزا بالإجماع، وعدي هجره ورعا، وقد سلمت.