→ فصل: فضل الإعادة والحفظ | صيد الخاطر فصل: التثبت والنظر في العواقب ابن الجوزي |
فصل: الكمال للخالق وحده ← |
فصل: التثبت والنظر في العواقب
ما إعتمد أحد أمرا إذا هم بشيء مثل التثبت، فإنه متى عمل بواقعه من غير تأمل للعواقب كان الغالب عليه الندم. ولهذا أمر بالمشاورة لأن الإنسان بالتثبت يفتكر فتعرض على نفسه الأحوال وكأنه شاور. وقد قيل: خمير الرأي خير من فطيره. وأشد الناس تفريطا من عمل مبادرة في واقعة من غير تثبت ولا استشارة. خصوصا فيما يوجبه الغضب، فإنه طلب الهلاك أو الندم العظيم. وكم من غضب فقتل وضرب، ثم لما سكن غضبه بقي طول دهره في الحزن والبكاء والندم. والغالب في القاتل أنه يقتل فتفوته الدنيا والآخرة. فكذلك من عرضت له شهوة فاستعجل لديها ونسي عاقبتها. فكم من ندم يتجرعه في باقي عمره، وعتاب يستقبله من بعد موته، وعقاب لا يؤمن وقوعه. كل ذلك للذة لحظة كانت كبرق. فالله الله، التثبت التثبت في كل الأمور، والنظر في عواقبها. خصوصا الغضب المثير للخصومة وتعجيل الطلاق.