→ فصل: الشبه بين يوم العيد ويوم القيامة | صيد الخاطر فصل: نصيحة العلماء والزهاد ابن الجوزي |
فصل: شبه في الزهد وبيانها ← |
فصل: نصيحة العلماء والزهاد
يتضمن نصيحة للعلماء والزهاد. يا قوم قد علمتم، أن الأعمال بالنيات، وقد فهمتم قوله تعالى: ألا لله الدين الخالص وقد سمعتم عن السلف أنهم كانوا لا يعملون ولا يقولون حتى تتقدم النية وتصح. أيذهب زمانكم يا فقهاء في الجدل والصياح؟ وترفع أصواتكم عند إجتماع العوام تقصدون المغالبة. أو ما سمعتم [ من طلب العلم ليباهي به العلماء، أو ليماري به السفهاء أو ليصرف به وجوه الناس، لم يرح رائحة الجنة ]. ثم يقدم أحدكم على الفتوى وليس من أهلها، وقد كان السلف يتدافعونها. ويا معشر المتزهدين إنه يعلم السر وأخفى. أتظهرون الفقر في لباسكم وأنتم تستوفون شهوات النفوس. وتظهرون التخاشع والبكاء في الجلوات دون الخلوات. كان ابن سيرين يضحك ويقهقه فإذا خلا بكى أكثر الليل. وقال سفيان لصاحبه: [ ما أوقحك تصلي والناس يرونك؟ ]
أفدي ظباء فلاة ما عرفن بها مضغ الكلام ولا صبغ الحواجيب
آه للمرائي من يوم وحصل ما في الصدور وهي النيات. فأفيقوا من سكركم، وتوبوا من زللكم، واستقيموا على الجادة أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله.