→ فصل: لا تكلف نفسك ما لا تطيق | صيد الخاطر فصل: اسألوا الله العافية ابن الجوزي |
فصل: من يطع الرسول فقد أطاع الله ← |
فصل: اسألوا الله العافية
والسعيد من ذل لله وسأل العافية، فإنه لا يوهب العافية على الإطلاق، إذ لا بد من بلاء، ولا يزال العاقل يسأل العافية ليتغلب على جمهور أحواله، فيقرب الصبر على يسير البلاء. وفي الجملة ينبغي للإنسان أن يعلم إنه لا سبي إلى محبوباته خالصة، ففي كل جرعة غصص، وفي كل لقمة شجأ:
وكم من يعشق الدنيا قديما ولكن لا سبيل إلى الوصال
وعلى الحقيقة ما الصبر إلا على الأقدار، وقل أن تجري الأقدار إلا على خلاف مراد النفس. فالعاقل من دارى نفسه في الصبر بوعد الأجر، وتسهيل الأمر، ليذهب زمان البلاء سالما من شكوى، ثم يستغيث بالله تعالى سائلا العافية. فأما المتجلد فما عرف الله قط، نعوذ بالله من الجهل به، ونسأله عرفانه، إنه كريم مجيب.