→ فصل: جواذب النفس بين الدنيا والآخرة | صيد الخاطر فصل: البصر في العواقب ابن الجوزي |
فصل: متاع الغرور ← |
فصل: البصر في العواقب
من عاين بعين بصيرته تناهي الأمور في بداياتها، نال خيرها، ونجا من شرها. ومن لم ير العواقب غلب عليه الحسن، فعاد عليه بالألم ما طلب منه السلامة، وبالنصب ما رجا منه الراحة. وبيان هذا في المستقبل، يتبين بذكر الماضي، وهو أنك لا تخلو، أن تكون عصيت الله في عمرك، أو أطعته. فأين لذة معصيتك؟ وأين تعب طاعتك؟ هيهات رحل كل بما فيه. فليت الذنوب إذ تخلت خلت. وأزيدك في هذا بيانا مثل ساعة الموت، وانظر إلى مرارة الحسرات على التفريط، ولا أقول كيف تغلب حلاوة اللذات، لأن حلاوة اللذات استحالت حنظلا، فبقيت مرارة الأسى بلا مقاوم، أتراك ماعلمت أن الأمر بعواقبه؟ فراقب العواقب تسلم، ولا تمل مع هوى الحسن فتندم.