→ فصل: الغريزة | صيد الخاطر فصل: سمة العصاة ابن الجوزي |
فصل: الزم باب مولاك ← |
فصل: سمة العصاة
من تأمل عواقب المعاصي رآها قبيحة. ولقد تفكرت في أقوام أعرفهم يقرون بالزنا وغيره، فأرى من تعثرهم في الدنيا مع جلادتهم ما لا يقف عند حد، وكأنهم قد لبسوا ظلمة، فالقلوب تنفر عنهم. فإن اتسع لهم شيء فأكثره من مال الغير، وإن ضاق بهم أمر أخذوا يتسخطون علىالقدر. هذا وقد شغلوا بهذه الأوساخ عن ذكرالآخرة. ثم عكست فتفكرت في أقوام صابروا الهوى، وتركوا ما لا يحل. فمنهم من قد أينعت له ثمرات الدنيا من قوت مستلذ، ومهاد مستطاب، وعيش لذيذ، وجاء عريض، فإن ضاق بهم أمر وسعه الصبر، وطيبة الرضى ففهمت بالحال معنى قوله تعالى: إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين.