→ فصل: فضول الدنيا | صيد الخاطر فصل: من يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه ابن الجوزي |
فصل: ميزان العدل لا يحابي ← |
فصل: من يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه
تأملت إقدام العلماء على شهوات النفس المنهي عنها، فرأيتها مرتبة تزاحم الكفر، لولا تلوح معنى: هو أن الناس عند مواقعة المحظور ينقسمون. فمنهم: جاهل بالمحظور، أنه محظور، فهذا له نوع عذر. ومنهم: من يظن المحظور مكروها لا محرما، فهذا قريب من الأول. وربما دخل في هذا القسم آدم ﷺ. ومنهم: من يتأول فيغلط، كما يقال: إن آدم عليه الصلاة والسلام. نهي عن شجرة بعينها، فأكل من جنسها، لا من عينها. ومنهم: من يعلم التحريم، غير أن غلبات الشهوة أنسته تذكر ذاك. فشغله ما رأى عما يعلم. ولهذا لا يذكر السارق القطع، بل يغيب بكليته في نيل الحظ ولا يذكر راكب الفاحشة الفضيحة ولا الحد، لأن ما يرى يذهله عما يعلم. ومنهم: من يعلم الخطر ويذكر... غير أن الأخذ بالحزم أولى بالعاقل، كيف قد وعلم أن هذا الملك الحكيم قطع اليد في ربع دينار، وهدم بناء الجسم المحكم بالرجم بالحجارة، لالتذاذ ساعة. وخسف، ومسخ، وغرق...