→ فصل: لا تبادر بالمخاصمة | صيد الخاطر فصل: الاستخارة من حسن المشاورة ابن الجوزي |
فصل: الناس بين العلم والجهل ← |
فصل: الاستخارة من حسن المشاورة
إذا وقعت في محنة يصعب الخلاص منها، فليس لك إلا الدعاء واللجأ إلى الله بعد أن تقدم التوبة من الذنوب. فإن الزلل يوجب العقوبة فإذا زال الزلل بالتوبة من الذنوب ارتفع السبب. فإذا تبت ودعوت ولم تر للإجابة أثرا فتفقد أمرك، فربما كانت التوبة ما صحت فصححها ثم أدع ولا تمل من الدعاء. فربما كانت المصلحة في تأخير الإجابة، وربما لم تكن المصلحة في الإجابة فأنت تثاب وتجاب إلى منافعك. ومن منافعك ألا تعطى ما طلبت بل تعوض غيره. فإذا جاء إبليس فقال: كم تدعوه ولا ترى إجابة؟ فقل: أنا أتعبد بالدعاء، وأنا موقن أن الجواب حاصل. فقل: أنا أتعبد بالدعاء، وأنا موقن أن الجواب حاصل. غير أن ربما كان تأخيره لبعض المصالح على مناسب، ولو لم يحصل حصل التعبد والذل. فإياك أن تسأل شيئا إلا وتقرنه بسؤال الخير. فرب مطلوب من الدنيا كان حصوله سببا للهلاك. وإذا كنت قد أمرت بالمشاورة في أمور الدنيا لجليسك ليبين لك في بعض الآراء ما يعجز رأيك وترى أن ما وقع لك لا يصلح فكيف لا تسأل الخير ربك وهو أعلم بالمصالح؟ والإستخارة من حسن المشاورة.