فصل: الورع
تاملت على نفسي تأويلا في مباح أنال به شيئا من الدنيا، إلا أنه في باب الورع كدر. فرأيته أولا قد احتلب در الدين فذهبت حلاوة المعاملة الله تعالى. ثم عاد فقلص ضرع حلبي له، فوقع الفقد للحالين. فقلت لنفسي: ما مثلك إلا كمثل وال ظالم، جمع مالا من غير حله، فصودر فأخذ منه الذي جمع، وألزم مالم يجمع. فالحذر الحذر من فساد التأويل، فإنه الله تعالى لا يخادع، ولا ينال ما عنده بمعصيته.