→ فصل: عودوا كل بدن ما اعتاد | صيد الخاطر فصل: المغفل يجر على نفسه المحن ابن الجوزي |
فصل: أذل الذل التعرض للبخلاء والأمراء ← |
فصل: المغفل يجر على نفسه المحن
إذا تكامل العقل قي الذكاء والفطنة. والذكي يتخلص إذا وقع في آفة كما قال الحسن: [ إذا كان اللص ظريفا لم يقطع، فأما المغفل فيجني على نفسه المحن ]. هؤلاء أخوة يوسف عليه السلام، أبعدوه عن أبيه ليتقدموا عنده، وما علموا أن حزنه عليه يشغله عنهم، وتهمته إياهم تبغضهم إليه، ثم رموه في الجب فقالوا: يلتقطه بعض السيارة وليس بطفل إنما هو صبي كبير. وما علموا أنه إذا التقط يحدث بحاله، فيبلغ الخبر إلى أبيه، وهذا تغفيل. ثم إنهم قالوا: أكله الذئب، وجاؤوا بقميصه صحيحا، ولو خرقوه إحتمل الأمر. ثم لما مضوا إليه يمتارون قال: ائتوني بأخ لكم فلو فطنوا علموا أن ملك مصر لا غرض له في أخيهم. ثم حبسه بحجة، ثم قال: هذا الصواع يخبرني أنه كان كذا وكذا، هذا كله وما يفطنون. فلما أحس بهذه الأشياء يعقوب عليه السلام قال: اذهبوا فتحسسوا من يوسف، وكان يوسف عليه السلام قد نهي بالوحي أن يعلم أباه بوجوده. ولهذا لما إلتقيا قال له: هلا كتبت إلي؟ فقال: إن جبريل عليه السلام منعني. فلما نهى أن يعرفه خبره لينفذ البلاء كان ما فعل بأخيه تنبيها، فصار كأنه يعرض بخطبة المعتدة. وعلى فهم يوسف والله بكى يعقوب لا على مجرد صورته.