→ فصل: أصلح ما بينك وبين الله | صيد الخاطر فصل: لا يضيع عند الله شيء ابن الجوزي |
فصل: الزم محراب الإنابة ← |
فصل: لا يضيع عند الله شيء
إخواني: اسمعوا نصيحة من قد جرب وخبر. إنه بقدر إجلالكم لله عز وجل يجلكم، وبمقدار تعظيم قدره واحترامه يعظم أقداركم وحرمتكم. ولقد رأيت والله من أنفق عمره في العلم إلى أن كبرت سنه، ثم تعدى الحدود فهان عند الخلق، وكانوا لا يلتفتون إليه مع غزارة علمه، وقوة مجاهدته. ولقد رأيت من كان يراقب الله عز وجل في صبوته ـ مع قصوره بالإضافة إلى ذلك العالم ـ فعظم الله قدره في القلوب حتى علقته النفوس، ووصفته بما يزيد على ما فيه من الخير. ورأيت من كان يرى الإستقامة إذا استقام، فإذا زاغ مال عنه اللطف، ولولا عموم الستر وشمول رحمة الكريم لا فتضح هؤلاء المذكورون، غير أنه في الأغلب تأديب أو تلطف في العقاب كما قيل:
ومن كان في سخطه محسنا فكيف يكون إذا ما رضي
غير أن العدل لا يحابي، وحاكم الجزاء لا يجور، وما يضيع عند الأمين شيء.