→ فصل: عواقب المعاصي | صيد الخاطر فصل: استصغار الذنوب ابن الجوزي |
فصل: تب إلى الله ثم سله حوائجك ← |
فصل: استصغار الذنوب
كثير من الناس يتسامحون في أمور يظنونها قريبة. وهي تقدح في الأصول كاستعارة طلاب العلم جزءا لا يردونه. وقصد الدخول يتسامحون على من يأكل ليأكل معه. والتسامح بعرض العدو التذاذا بذلك، واستصغارا لمثل هذا الذنب. وإطلاق البصر استهانة بتلك الخطيئة. وأهون ما يصنع ذلك بصاحبه أن يحطه من مرتبة المتميزين بين الناس، ومن مقام رفعه القدر عند الحق. [ أو فتوى من لا يعلم، لئلا يقال: هو جاهل، ونحو ذلك مما يظنه صغيرا وهو عظيم ]. وربما قيل له بلسان الحال: يا من اؤتمن على أمر يسير فخان. كيف ترجو بتدليك رضا الديان؟ قال بعض السلف: [ تسامحت بلقمة فتناولتها، فأنا اليوم من أربعين سنة إلى خلف ]. فالله الله، اسمعوا ممن قد جرب، كونوا على مراقبة. وانظروا في العواقب، واعرفوا عظمة الناهي. واحذروا من نفخة تحتقر، وشررة تستصغر، فربما أحرقت وبلدا. وهذا الذي أشرت إليه، يسير يدل على كثير، وأنموذج، يعرف باقي المحقرات من الذنوب. والعلم والمراقبة يعرفانك ما أخللت بذكره، ويعلمانك إن تلمحت بعين البصيرة، أثر شؤم فعله ولا حول ولا قوة إلا با الله العلي العظيم.