→ فصل: من أدلة البعث | صيد الخاطر فصل: إيثار اللذة يفوت الخير الكثير ابن الجوزي |
فصل: لا يصح الدين مع تحصيل الملذات ← |
فصل: إيثار اللذة يفوت الخير الكثير
إنما فضل العقل بتأمل العواقب، فأما القليل العقل فإنه يرى الحال الحاضرة، ولا ينظر إلى عاقبتها. فإن اللص يرى أخذ المال وينسى قطع اليد. والبطال يرى لذة الراحة وينسى ما تجنى من فوات العلم وكسب المال. فإذا كبر فسئل عن علم لم يدر، وإذا احتاج سأل فذل، فقد أربى ما حصل له من على لذة البطالة. ثم يفوته ثواب الآخرة بترك العمل في الدنيا. وكذلك شارب الخمر، يلتذ تلك الساعة وينسى ما يجني من الآفات في الدنيا والآخرة. وكذلك الزنا، فإن الإنسان يرى قضاء الشهوة، وسنى ما يجني منه من فضيحة الدنيا والحد. وربما كان للمرأة زوج فألحقت الحمل من هذا به وتسلسل الأمر. فقس على هذه وانتبه للعواقب، ولا تؤثر لذة تفوت خيرا كثيرا، وصابر المشقة تحصل ربحا وافرا.