→ فصل: مساعد الظالم ظالم مثله | صيد الخاطر فصل: الحسد طبيعة في الإنسان فقومها ابن الجوزي |
فصل: اظفر بذات الدين ترتب يداك ← |
فصل: الحسد طبيعة في الإنسان فقومها
رأيت الناس يذمون الحاسد ويبالغون ويقولون: لا يحسد إلا شرير يعادي نعمة الله، ولا يرضى بقضائه، ويبخل على أخيه المسلم. فنظرت في هذا فما رأيته كما يقولون، وذاك أن الإنسان لا يحب أن يرتفع عليه أحد، فإذا رأى صديقه قد علا عليه تأثر هو ولم يحب أن يرتفع عليه، وود لو لم ينل صديقه ما ينال، أو أن ينال هو ما نال ذاك لئلا يرتفع عليه وهذا معجون في الطين، ولا لوم على ذلك. إنما اللوم أن يعمل بمقتضاه من قول أو فعل. وكنت أظن أن هذا قد وقع لي عن سري وفحصي، فرأيت الحديث عن الحسن البصري قد سبقني إليه. قال: أخبرنا عبد الخالق بن عبد الصمد، قال: أخبرنا ابن النقود، قال: أخبرنا المخلص، قال: حدثنا البغوي، قال: حدثنا أبو روح، قال: حدثنا مخلد بن الحسين، عن هشام عن الحسن، قال: [ ليس من ولد آدم إلا وقد خلق معه الحسد..... ]. فمن لم يجاوز ذلك بقول ولا بفعل لم يتبعه شيء..