→ فصل: اظفر بذات الدين ترتب يداك | صيد الخاطر فصل: العاقل المغلوب بالهوى ترجى هدايته ابن الجوزي |
فصل: العاقل من تبصر في عواقبه ← |
فصل: العاقل المغلوب بالهوى ترجى هدايته
إذا رأيت قليل العقل في أصل الوضع فلا ترج خيره. فأما إن كان وافر العقل لكنه يغلب عليه الهوى فارجة. وعلامة ذلك أنه يدبر أمره في جهلة، فيستتر من الناس إذا أتى فاحشة، ويراقب في بعض الأحوال، ويبكي عند الموعظة، ويحترم أهل الدين، فهذا عاقل مغلوب بالهوى. فإذا انتبه بالندم إنقبض شيطان الهوى، وجاء ملك العقل. فأما إذا كان قليل العقل في الوضع، وعلامته ألا ينظر في عاقبة عاجلة ولا آجلة، ولا يستحي من الناس أن يروه على فاحشة، ولا يدبر أمر دنياه فذاك بعيد الرجاء. وقد يندر من هؤلاء من يفلح، ويكون السبب فيه خميرة من العقل غطى عليها الهوى ثم تكشف قليلا ليعود، فمثلهم كمثل مصروع أفاق.