→ فصل: أجود الأشياء قطع أسباب الفتن | صيد الخاطر فصل: سكرة الهوى حجاب ابن الجوزي |
فصل: البلاء على قدر الرجال ← |
فصل: سكرة الهوى حجاب
لولا غيبة العاصي في وقت المعاصي كان كالمعاند، غير أن الهوى يحول بينه وبين الفهم للحال، فلا يرى إلا قضاء شهوته. وإلا فلو لاحت له المخلفة خرج من الدين بالخلاف، فإنما يقصد هواه فيقع الخلاف ضمنا وتبعا. وأكثر ما يقع هذا في مقاربة الفتنة، وقل من يسلم عند المقاربة، لأنه كتقديم نار إلى حلفا. ثم لو ميز العاقل بين قضاء وطرده لحظة وإنقضاء باقي العمر بالحسرة على قضاء ذلك الوطر لما قرب منه ولو أعطى الدنيا. غير أن سكرة الهوى تحول بين الفكر وذلك. آه كم معصية في ساعتها كأنها لم تكن ثم بقيت آثارها، وأقلها ما لا يبرح من المرارة في الندم والطريق الأعظم في الحذر ألا يتعرض لسبب فتنة. ولا يقاربه، فمن فهم هذا وبالغ في الاحتراز كان إلى السلامة أقرب.