→ فصل: عزة العلم تضع أصحابها فوق الملوك | صيد الخاطر فصل: معرفة الله والشرع تهدي لسبل الخير ابن الجوزي |
فصل: الكمال قليل الوجود ← |
فصل: معرفة الله والشرع تهدي لسبل الخير
من عرف الشرع كما ينبغي وعلم حالة الرسول ﷺ وأحوال الصحابة وأكابر العلماء، علم أن أكثر الناس على غير الجادة. وإنما يمشون مع العادة، يتزاورون، فيغتاب بعضهم بعضا،و يطلب كل واحد منهم عورة أخته، ويحسده إن كانت نعمة، ويشمت به إن كانت مصيبة ويتكبر عليه إن نصح له، ويخادعه لتحصيل شيء من الدنيا، ويأخذ عليه العثرات إن أمكن. هذا كله يجري بين المنتمين إلى الزهد لا الرعاع. فالأولى بمن عرف الله سبحانه، وعرف الشرع، وسير السلف الصالحين الانقطاع عن الكل. فإن اضطر إلى لقاء منتسب إلى العلم والخير تلقاه وقد لبس درع الحذر، ولم يطل معه الملام، ثم عجل الهرب منه إلى مخالطة الكتب التي تحوي تفسيرا لنطاق الكمال.