→ فصل: استفت قلبك | صيد الخاطر فصل: إن ربك لبالمرصاد ابن الجوزي |
فصل: اليد العليا خير من اليد السفلى ← |
فصل: إن ربك لبالمرصاد
ما زلت أسمع عن جماعة من الأكابر وأرباب المناصب أنهم يشربون الخمور، ويفسقون، ويظلمون ويفعلون أشياء توجب الحدود. فبقيت أتفكر أقول متى يثبت على مثل هؤلاء ما يوجب حدا؟ فلو ثبت يقيمه؟ وأستبعد هذا في العادة، لأنهم في مقام إحترام لأجل مناصبهم. فبقيت أتفكر في تعطيل الحد الواجب عليهم، حتى رأيناهم قد نكبوا وأخذوا مرات، ومرت عليهم العجائب. فقوبل ظلمهم بأخذ أموالهم، وأخذت منهم الحدود مضاعفة بعد الحبس الطويل، والقيد الثقيل، والذل العظيم. وفيهم من قتل بعد ملاقاة كل شدة، فعلمت أنه ما يهمل شيء. فالحذر الحذر، فإن العقوبة بالمرصاد.