→ فصل: تذكر أحوال الرسول ﷺ | صيد الخاطر فصل: لا يحصل المراد التام ابن الجوزي |
فصل: يخلق ما يشاء ويختار ← |
فصل: لا يحصل المراد التام
أكثر ^شهوات الحس النساء، وقد يرى الإنسان امرأة في ثيابها فيتخايل له أنها أحسن من زوجته. أو يتصور بفكره المستحسنات وفكره لا ينظر إلا إلى الحسن من المرأة، فيسعى في التزوج والتسري. فإذا حصل له مراده لم يزل ينظر في عيوب الحاصل التي ما كان يتفكر فيها، فيمل ويطلب شيئا آخر. ولا يدري أن حصول أغراضه في الظاهر ربما اشتمل على محن. منها أن تكون الثانية لا دين لها أو لا عقل، أو لا محبة لها، أو لا تدبير، فيفوت أكثر مما حصل. هذا المعنى هو الذي أوقع الزناة في الفواحش، لأنهم يجالسون المرأة حال استتار عيوبها عنهم وظهور محاسنها، فتلذهم تلك الساعة، ثم ينتقلون إلى أخرى. ليعلم العاقل أن لا سبيل غلى حصول مراد تام كما يريد ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه. ما عيب نساء الدنيا بأحسن من قوله عز وجل ولهم فيها أزواج مطهرة. وذو الأنفة يأنف من الوسخ صورة، وعيب الخلق معنى. فليقنع بما باطنه الدين، وظاهره الستر والقناعة. فإنه يعيش مرفه السر، طيب القلب. ومتى ما استكثر، فإنما يستكثر من شغل قلبه ورقة دينه.