→ فصل: الاحتراز من جائز الوقوع | صيد الخاطر فصل: لا تبحثوا في ذات الله ابن الجوزي |
فصل: من خالط أوذي ← |
فصل: لا تبحثوا في ذات الله
من أعجب الأمور طلب الإطلاع على تحقيق العرفان لذات الله عز وجل وصفاته وأفعاله، وهيهات، ليس إلا المعرفة بالجملة. ولقد أوغل المتكلمون فما وقعوا بشيء، فرجع عقلاؤهم إلى التسليم. وكذلك أصحاب الرأي، مالوا إلى القياس، فإذا أشياء كثيرة بعكس مرادهم، فلم يجدوا ملجأ إلا التسليم، فسموا ما خالفهم إستحسانا. فالفقيه من علل بما يمكن، فإذا عجز إستطرح للتسليم، هذا شأن العبيد. فأما من يقول: لم فعل كذا، وما معنى كذا، فإنه يطلب الإطلاع على سر الملك، وما يجد إلى ذلك سبيلا لوجهين: أحدهما: أن الله تعالى ستر كثيرا من حكمه عن الخلق. والثاني: أن ليس في قوى البشر إذاراك حكم الله تعالى كلها، فلا يبقى مع المعترض سوى الإعتراض المخرج إلى الكفر فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ. والمعنى من رضي بأفعالي وإلا فليخنق نفسه فما أفعل إلا ما أريد.