→ فصل: الحسد طبيعة في الإنسان فقومها | صيد الخاطر فصل: اظفر بذات الدين ترتب يداك ابن الجوزي |
فصل: العاقل المغلوب بالهوى ترجى هدايته ← |
فصل: اظفر بذات الدين ترتب يداك
من أعظم الضرر الداخل على الإنسان كثرة النساء. إنه أولا يتشتت همه في محبتهن، ومداراتهن وغيرتهن والإنفاق عليهن، ولا يأمن إحداهن أن تكرهه وتليد غيره، فلا تتخلص إلا بقتله. ولو سلم من جميع ذلك لم يسلم في الكسب لهن، فإن سلم لم ينج من السآمة لهن أو لبعضهن. ثم يطلب ما لا يقدر عليه من غيرهن، حتى أنه لو قدر على نساء بغداد كلهن فقدمت إمرأة مستترة من غير البلد ظن أنه يجد عندها ما ليس عندهن. ولعمري إن في الجدة لذة، ولكن رب مستور إذا إنكشف افتضح. ولو أنه سلم من كل أذى يتعلق بهن أنهك بدنه في الجماع، فيكون طلبه للإلتذاذ مانعا من دوام الإلتذاذ. ورب لقمة منعت لقمات، ورب لذة كانت سببا في إنقطاع لذات. والعاقل من يقتصر على الواحدة إذا وافقت غرضه، ولا بد أن يكون فيها شيء لا يوافق، إنما العمل على الغالب، فتوهب الخلة الردية للمجيدة. وينبغي أن يكون النظر إلى باب الدين قبل النظر إلى الحسن. فإنه إذ قل الدين لم ينتفع ذو مروءة بتلك المرأة. ومما يهلك الشيخ سريعا الجماع، فلا يغتر بما يرى من إنبساط الآلة وحصول الشهوة. وذلك مستخرج من قوته ما لا يعود مثله، فلا ينبغي أن يغتر بحركة وسهرة، ولا يقرب من النساء إن كان له رأي في البقاء.