→ فصل: الزهد الكاذب | صيد الخاطر فصل: التشاغل بالمعاش ابن الجوزي |
فصل: لا يغني حذر عن قدر ← |
فصل: التشاغل بالمعاش
كثيرا ما أعيد هذا المعنى الذي أنا ذاكره في هذا الكتاب بعبارات. ينبغي للمؤمن أن يتشاغل بمعاشه ويرفق في نفقته. فإنه قد كان للعلماء، شيء من بيت المال ورفق من الإخوان، ومعونة من العوام. فانقطع الكل، وبقي المتشاغل بالعلم أو التعبد مسكينا، خصوصا ذو العائلة. وما رأينا مثل هذا الزمان القبيح. فما بقي من يومىء إليه بمعونة ولا باستقراض فيحتاج الإنسان المؤمن أن يدخل في مداخل لا تليق به، وآن يتعرض بما لا يصلح. فينبغي تقليل العائلة، وتقويت القوت، وترقيع الخلق. وإن أمكن معاش فهو أولى من التشاغل بالتعبد والتعلم لفضول العلم، وإلا ضاع الدين في مداخل لا تصلح، أو التعريض لبذل نذل.