→ فصل: العشق الإلهي | صيد الخاطر فصل: دعاء الخاشعين ابن الجوزي |
فصل: قمة التدبر ← |
فصل: دعاء الخاشعين
عرض لي أمر يحتاج إلى سؤال الله عز وجل ودعائه، فدعوت وسألت فأخذ بعض أهل الخير يدعون معي، فرأيت نوعا من أثر الإجابة. فقالت لي نفسي: هذا بسؤال ذلك العبد لا بسؤالك، فقلت لها: أما أنا فإني أعرف من نفسي من الذنوب والتقصير ما يوجب منع الجواب، غير أنه لا يجوز أن يكون أنا الذي أجبت، لأن هذا الداعي الصالح سليم مما أظنه من نفسي، لأن معي إنكسار تقصيري ومعه الفرح بمعاملته. وربما كان الإعتراف بالتقصير أنجح في الحوائج، على أنني أنا وهو نطلب من الفضل، لا بأعمالنا، فإذا وقفت أنا على قدم الإنكسار معترفا بذنوبي وقلت أعطوني بفضلكم فمالي في سؤالي شيء أمت به. وربما تلمح ذاك حسن عمله وكان صادا له. فلا تكسريني أيتها النفس فيكفيني كسر علمي بي لي. ومعي من العلم للأدب، والإعتراف بالتقصير، وشدة الفقر إلى ما سألت، ويقيني بفضل المطلوب عنه، ما ليس مع ذلك العابد. فبارك الله في عبادته. فربما كان إعترافي بتقصيري أوفى.