→ فصل: أكثر الزاد فإن السفر طويل | صيد الخاطر فصل: شكر النعم نعمة من الله ابن الجوزي |
فصل: من إشتغل بخدمة الخلق أعرض عن الحق ← |
فصل: شكر النعم نعمة من الله
كلما نظرت في تواصل النعم علي تحيرت في شكرها، وأعلم أن الشكر من النعم فكيف أشكر. لكن معترف بالتقصير، وأرجو أن يكون اعترافي قائما ببعض الحقوق. وعندي خلة أرجو بها كل خير، وهي أن من يصوم أو يصلي يرى أنه تعبد ويخدم كأنه يقضي حق المخدوم. وأنا أرى أني إذا صليت ركعتين فإنما قمت أكدي فلنفسي أعمل، إذ المخدوم غني عن طاعتي. وكان بعض المشايخ يقول: جاء في الحديث: الدعاء عبادة، وأنا أقول: [ العبادة دعاء ]. فالعجب ممن يقف للخدمة يسأل حظ نفسه. كيف يرى أنه قد فعل شيئا. إنما أنت في حابتك، ومنة من أيقظك لا تقاومها خدمتك. فأنا أقول كما قال الأول:
يا منتهى الآمال أن ت كفلتني وحفظتني
وعدا الزمان علي كي يحتاجني فمنعتني
فانقاد لي متخشعا لما رآك نصرتني
وكسوتني ثوب الغني ومن المغالب صنتني
فإذا سكت بدأتني وإذا سألت أجبتني
فإذا شكرتك زدتني فمنحتني وبهرتني
أو إن أجد بالمال فا لأموال أنت أفدتني