→ فصل: من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه | صيد الخاطر فصل: افتح عين التيقظ ابن الجوزي |
فصل: متى تحقق المراقبة حصل الأنس ← |
فصل: افتح عين التيقظ
لا أنكر على من طلب لذة الدنيا من طريق المباح، لأنه ليس كل أحد يقوى على الترك، إنما المحنة من طلبها فلم يجدها، أو أكثرها، إلا من طريق الحرام، فاجتهد في تحصيلها، ولم يبال كيف حصلت. فهذه المحنة التي بخس العقل فيها حقه، ولم ينتفع صاحبه بوجوده لأنه لو وزن ما آثر عقابه، طاشت كفه اللذة التي فنيت عند أول ذرة من جزائها. وكم قد رأينا ممن آثر شهوته فسلبت دينه. فليعجب العاقل حين التصفح لأحوالهم، كيف آثروا شيئا ما أقاموا معه، وصاروا إلى عقاب لا يفارقهم. فالله الله في بخس العقول حقها. ولينظر السالك أين يضع القدم، فرب مستعجل وقع في بئر بوار. ولتكن عين التيقظ مفتوحة، فإنكم في صف حرب لا يدري فيه من أين يتلقى النبل، فاأعينوا أنفسكم ولا تعينوا عليها.