→ فصل: لا قيمة للجنة مع إعراض الحبيب | صيد الخاطر فصل: لا تنكر نور الشمس ونظرك ضعيف ابن الجوزي |
فصل: أعط نفسك حقها واستوف حقك منها ← |
فصل: لا تنكر نور الشمس ونظرك ضعيف
رأيت في العقل نوع منازعة للتطلع إلى معرفة جميع حكم الحق عز وجل في حكمه. فربما لم يتبين له منها ـ مثل النقض بعد البناء ـ فيقف متحيرا. وربما انتهز الشيطان تلك الفرصة، فوسوس إليه: أين الحكمة من هذا؟ فقلت له: احذر أن تخدع يا مسكين، فإنه قد ثبت بالدليل القاطع لما رأيت من إتقان الصنائع مبلغ حكمة الصانع، فإن خفى عليك بعض الحكم فلضعف إدراكك. ثم ما زالت للملك أسرار فمن أنت حتى تطلع بضعفك على جميع حكمه؟ يكفيك الجمل وإياك إياك أن تتعرض لما يخفى عليك. فإنك بعض موضوعاته، وذرة من مصنوعاته. فكيف تتحكم على من صدرت عنه؟ ثم قد ثبت عندك حكمته، وحكمه وملكه، فأعمل آلتك على قدر قوتك في مطالعة ما يمكن من الحكم، فإنه سيورثك الدهش. واغمض عما يخفى عليك، فحقيق بذي البصر الضعيف ألا ياوي نور الشمس.