→ العباس بن محمد | البداية والنهاية – الجزء العاشر يقطين بن موسى ابن كثير |
ثم دخلت سنة سبع وثمانين ومائة ← |
يقطين بن موسى
كان أحد الدعاة إلى دولة بني العباس، وكان داهية ذا رأي.
وقد احتال مرة حيلة عظيمة لما حبس مروان الحمار إبراهيم بن محمد بحرَّان، فتحيرت الشيعة العباسية فيمن يولون، ومن يكون ولي الأمر من بعده إن قتل؟
فذهب يقطين هذا إلى مروان فوقف بين يديه في صورة تاجر فقال: يا أمير المؤمنين ! إني قد بعت إبراهيم بن محمد بضاعة ولم أقبض ثمنها منه حتى أخذته رسلك، فإن رأى أمير المؤمنين أن يجمع بيني وبينه لأطالبه بمالي فعل.
قال: نعم !
فأرسل به إليه مع غلام، فلما رآه قال: يا عدو الله إلى من أوصيت بعدك آخذ مالي منه؟
فقال له: إلى ابن الحارثية - يعني: أخاه عبد الله السفاح - فرجع يقطين إلى الدعاة إلى بني العباس فأعلمهم بما قال، فبايعوا السفاح، فكان من أمره ما ذكرناه.