→ ترجمة المتوكل على الله | البداية والنهاية – الجزء العاشر خلافة محمد المنتصر بن المتوكل ابن كثير |
أبو عثمان المازني النحوي ← |
قد تقدم أنه تمالأ هو وجماعة من الأمراء على قتل أبيه، وحين قتل بويع له بالخلافة في الليل، فلما كان الصباح من يوم الأربعاء رابع شوال أخذت له البيعة من العامة، وبعث إلى أخيه المعتز فأحضره إليه فبايعه المعتز، وقد كان المعتز هو ولي العهد من بعد أبيه، ولكنه أكرهه وخاف فسلم وبايع، فلما أخذت البيعة له كان أول ما تكلم به أنه اتهم الفتح بن خاقان على قتل أبيه، وقتل الفتح أيضا، ثم بعث البيع له إلى الآفاق.
وفي ثاني يوم من خلافته: ولى المظالم لأبي عمرة أحمد بن سعيد، مولى بني هاشم فقال الشاعر:
يا ضيعة الإسلام لماّ ولي * مظالم الناس أبو عمره
صيِّر مأمونا على أمة * وليس مأمونا على بعره
وكانت البيعة له بالمتوكلية، وهي المأحوزة، فأقام بها عشرة أيام، ثم تحول هو وجميع قواده وحشمه منها إلى سامرا.
وفيها: في ذي الحجة أخرج المنتصر عمه علي بن المعتصم من سامرا إلى بغداد، ووكل به.
وحج بالناس محمد بن سليمان الزينبي.
وفيها: توفي من الأعيان:
إبراهيم بن سعيد الجوهري، وسفيان بن وكيع بن الجراح، وسلمة بن شبيب.