→ خلافة يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان | البداية والنهاية – الجزء العاشر يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان ابن كثير |
خالد بن عبد الله بن يزيد ← |
هو: يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، أبو خالد الأموي، أمير المؤمنين.
بويع بالخلافة أول ما بويع بها في قرية المزة، من قرى دمشق، ثم دخل دمشق فغلب عليها، ثم أرسل الجيوش إلى ابن عمه الوليد بن يزيد فقتله، واستحوذ على الخلافة في أواخر جمادى الآخرة من هذه السنة، وكان يلقب: بالناقص لنقصه الناس العشرات التي زادهم إياها الوليد بن يزيد.
وقيل: إنما سماه بذلك مروان الحمار، وكان يقول: الناقص بن اليد، وأمه شاهفرند بنت فيروز بن يزدجرد بن كسرى، كسروية.
وقال ابن جرير: وأمه شاه آفريد بنت فيروز بن يزدجرد بن شهريار بن كسرى، وهو القائل:
أنا ابن كسرى وأبي مروان * وقيصر جدي وجدي خاقان
وإنما قال ذلك لأن جده فيروز، وأم أمه بنت قيصر، وأمه شيرويه وهي بنت خاقان ملك الترك، وكانت قد سباها قتيبة بن مسلم، هي وأخت لها فبعثهما إلى الحجاج، فأرسل بهذه إلى الوليد واستبقى عنده الأخرى، فولدت هذه الوليد بن يزيد الناقص هذا، وهذه أخذها الحجاج فكانت عنده بالعراق.
وكان مولده في سنة تسعين، وقيل: في سنة ست وتسعين.
وقد روى عنه الأوزاعي مسألة السلم.
وقد ذكرنا كيفية ولايته فيما سلف في هذه السنة، وأنه كان عادلا ديِّنا محبا للخير مبغضا للشر، قاصدا للحق.
وقد خرج يوم عيد الفطر من هذه السنة إلى صلاة العيد بين صفين من الخيالة والسيوف مسللة عن يمينه وشماله، ورجع من المصلى إلى الخضراء كذلك.
كان رجلا صالحا، يقال في المثل: الأشج والناقص أعدلا بني مروان، والمراد عمر بن عبد العزيز وهذا.
وقد قال أبو بكر بن أبي الدنيا: حدثني إبراهيم بن محمد المروزي، عن أبي عثمان الليثي، قال: قال يزيد بن الوليد الناقص: يا بني أمية إياكم والغناء فإنه ينقص الحياء ويزيد في الشهوة ويهدم المروءة، وإنه لينوب عن الخمر ويفعل ما يفعل المسكر، فإن كنتم لابد فاعلين فجنبوه النساء فإنه داعية الزنا.
وقال ابن عبد الحكيم: عن الشافعي لما ولي يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان الذي يقال له: الناقص، دعا الناس إلى القدر، وحملهم عليه، وقرب غيلان. قاله ابن عساكر.
قال: ولعله قرب أصحاب غيلان، لأن غيلان قتله هشام بن عبد الملك.
وقال محمد بن المبارك: آخر ما تكلم به يزيد بن الوليد الناقص: واحزناه واشقاآه.
وكان نقش خاتمه: العظمة لله.
وكانت وفاته بالخضراء من طاعون أصابه، وذلك يوم السبت لسبع مضين من ذي الحجة، وقيل: يوم الأضحى منه، وقيل: بعده بأيام، وقيل: لعشر بقين منه، وقيل: في سلخه، وقيل: في سلخ ذي القعدة من هذه السنة.
وأكثر ما قيل في عمره: ست وأربعون سنة، وقيل: ثلاثون سنة، وقيل: غير ذلك، فالله أعلم.
وكانت مدة ولايته ستة أشهر على الأشهر، وقيل: خمسة أشهر وأيام.
وصلى عليه أخوه إبراهيم بن الوليد، وهو ولي العهد من بعده - رحمه الله -.
وذكر سعيد بن كثير بن عفير أنه دفن بين باب الجابية وباب الصغير، وقيل: إنه دفن بباب الفراديس.
وكان أسمر نحيفا حسن الجسم حسن الوجه.
وقال علي بن محمد المديني: كان يزيد أسمر طويلا صغير الرأس، بوجهه خال، وكان جميلا، وفي فمه بعض السعة، وليس بالمفرط.
وحج بالناس فيها عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، وهو نائب الحجاز، وأخوه عبد الله نائب العراق، ونصر بن سيار على نيابة خراسان، والله سبحانه أعلم.
وممن توفي في هذه السنة من الأعيان: