→ ترجمة أبي مسلم الخراساني | البداية والنهاية – الجزء العاشر ثم دخلت سنة ثمان وثلاثون ومائة ابن كثير |
ثم دخلت سنة تسع وثلاثون ومائة ← |
فيها: دخل قسطنطين ملك الروم ملطية عنوة فهدم سورها وعفا عمن قدر عليه من مقاتليها.
وفيها: غزا الصائفة صالح بن علي نائب مصر، فبنى ما كان هدم ملك الروم من سور ملطية، وأطلق لأخيه عيسى بن علي أربعين ألف دينار، وكذلك أعطى لابن أخيه العباس بن محمد بن علي أربعين ألف دينار.
وفيها: بايع عبد الله بن علي الذي كسره أبو مسلم وانهزم إلى البصرة واستجار بأخيه سليمان بن علي، حتى بايع للخليفة في هذه السنة ورجع إلى طاعته، ولكن حبس في سجن بغداد، كما سيأتي.
وفيها: خلع جهور بن مرار العجلي الخليفة المنصور بعدما كسر سنباذ واستحوذ على حواصله وعلى أموال أبي مسلم، فقويت نفسه بذلك وظن أنه لا يقدر عليه بعد، فأرسل إليه الخليفة محمد بن الأشعث الخزاعي في جيش كثيف فاقتتلوا قتالا شديدا، فهزم جهور وقتل عامة من معه، وأخذ ما كان معه من الأموال والحواصل والذخائر، ثم لحقوه فقتلوه.
وفيها: قتل الملبّد الخارجي على يدي خازم بن خزيمة في ثمانية آلاف، وقتل من أصحاب الملبد ما يزيد على ألف وانهزم بقيتهم.
قال الواقدي: وحج بالناس فيها الفضل بن علي، والنواب فيها هم المذكورون بالتي قبلها.
وممن توفي فيها من الأعيان: زيد بن واقد، والعلاء بن عبد الرحمن، وليث بن أبي سليم في قول.
وفيها: كانت خلافة الداخل من بني أمية إلى بلاد الأندلس، وهو: عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان الهاشمي.
قلت: ليس وهو بهاشمي إنما هو من بني أمية ويسمى: أمويا، كان قد دخل إلى بلاد المغرب فرارا من عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس، فاجتاز بمن معه من أصحابه الذين فروا معه بقوم يقتتلون على عصبية اليمانية والمضرية، فبعث مولاه بدرا إليهم فاستمالهم إليه فبايعوه ودخل بهم ففتح بلاد الأندلس واستحوذ عليها وانتزعها من نائبها يوسف بن عبد الرحمن بن حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع الفهري وقتله.
وسكن عبد الرحمن قرطبة واستمر في خلافته في تلك البلاد من هذه السنة إلى سنة ثنتين وسبعين ومائة، فتوفي فيها، وله في الملك أربع وثلاثون سنة وأشهر.
ثم قام من بعده ولده هشام ست سنين وأشهرا، ثم مات، فولي بعده الحكم بن هشام ستا وعشرين سنة وأشهرا ثم مات، ثم ولي بعده ولده عبد الرحمن بن الحكم ثلاثا وثلاثين سنة ثم مات، ثم ولي بعده محمد بن عبد الرحمن بن الحكم ستا وعشرين سنة، ثم ابنه المنذر بن محمد، ثم أخوه عبد لله بن محمد بن المنذر.
وكانت أيامه بعد الثلاثمائة بدهر، ثم زالت تلك الدولة كما سنذكره من زوال تلك السنون وأهلها وما قضوا فيها من النعيم، والعيش الرغيد، والنساء الحسان، ثم انقضت تلك السنوات وأهلها كأنهم على ميعاد، ثم أضحوا كأنهم ورق جف ألوت عليه الصبا والذبول.