→ ثم دخلت سنة ثلاثين ومائتين | البداية والنهاية – الجزء العاشر عبد الله بن طاهر بن الحسين ابن كثير |
ثم دخلت سنة إحدى وثلاثين ومائتين ← |
نائب خراسان وما والاها.
وكان خراج ما تحت يده في كل سنة ثمانية وأربعين ألف ألف درهم، فولى الواثق مكانه ابنه طاهر.
وتوفي قبله أشناس التركي بتسعة أيام، يوم الاثنين لإحدى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول من هذه السنة.
وقال ابن خلكان: توفي سنة ثمان وعشرين بمرو، وقيل: بنيسابور.
وكان كريما جوادا، وله شعر حسن، وقد ولي نيابة مصر بعد العشرين ومائتين.
وذكر الوزير أبو القاسم بن المعزى أن البطيخ العبدلاوي الذي بمصر منسوب إلى عبد الله بن طاهر هذا.
قال ابن خلكان: لأنه كان يستطيبه.
وقيل: لأن أول من زرعه هناك، والله أعلم.
ومن جيد شعره:
اغتفر زلتي لتحرز فضل الشَّـ * ـكر منيِّ ولا يفوتك أجري
لا تكلني إلى التوسل بالعذ * ر لعلِّي أن لا أقوم بعذري
ومن شعره قوله:
نحن قوم يليننا الخد والنَّحـ * ـر على أننا نلين الحديدا
طوع أيدي الصبا تصيدنا العيـ * ـن ومن شأننا نصيد الأسودا
نملك الصَّيد ثم تملكنا البيـ * ـض المضيئات أعينا وخدودا
تتقي سخطنا الأسود ونخشى * سقط الخشف حين تبدي القعودا
فترانا يوم الكريهة أحرا * را وفي السِّلم للغواني عبيدا
قال ابن خلكان: وكان خزاعيا من موالي طلحة الطلحات الخزاعي، وقد كان أبو تمام يمدحه، فدخل إليه مرة فأضافه الملح بهمدان، فصنف له كتاب الحماسة عند بعض نسائه.
ولما ولاه المأمون نيابة الشام ومصر صار إليها وقد رسم له بما في ديار مصر من الحواصل، فحمل إليه وهو في أثناء الطريق ثلاثة آلاف ألف دينار، ففرقها كلها في مجلس واحد، وأنه لما واجه مصر نظر إليها فاحتقرها وقال: قبّح الله فرعون، ما كان أخسه وأضعف همته حين تبجح وتعاظم بملك هذه القرية، وقال: أنا ربكم الأعلى.
وقال: أليس لي ملك مصر؟ فكيف لو رأى بغداد وغيرها.
وفيها توفي: علي بن جعد الجوهري، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي مصنف كتاب الطبقات وغيره، وسعيد بن محمد الجرمي.