→ إبراهيم بن صالح | البداية والنهاية – الجزء العاشر وإبراهيم بن هرمة ابن كثير |
صالح بن بشير المري ← |
كان شاعرا، وهو: إبراهيم بن علي بن سلمة بن عامر بن هرمة، أبو إسحاق الفهري المدني، وفد على المنصور في وفد أهل المدينة حين استوفدهم عليه، فجلسوا إلى سترٍ دون المنصور، يرى الناس من ورائه ولا يرونه، وأبو الخصيب الحاجب واقف يقول: يا أمير المؤمنين ! هذا فلان الخطيب، فيأمره فيخطب، ويقول: هذا فلان الشاعر فيأمره فينشد.
حتى كان من آخرهم ابن هرمة هذا، فسمعته يقول: لا مرحبا ولا أهلا ولا أنعم الله بك عينا.
قال: فقلت: هلكت.
ثم استنشدني فأنشدته قصيدتي التي أقول فيها:
سرى ثوبه عند الصبا المتجابل * وقرب للبين الخليط المزايل
حتى انتهيت إلى قولي:
فأما الذي أمنته يأمن الردى * وأما الذي حاولت بالثكل ثاكل
قال: فأمر برفع الحجاب فإذا وجهه كأنه فلقة قمر، فاستنشدني بقية القصيدة وأمر لي بالقرب بين يديه، والجلوس إليه، ثم قال: ويحك يا إبراهيم ! لولا ذنوب بلغتني عنك لفضلتك على أصحابك.
فقلت: يا أمير المؤمنين ! كل ذنب بلغك عني لم تعف عنه فأنا مقر به.
قال: فتناول المخصرة فضربني بها ضربتين وأمر لي بعشرة آلاف وخلعة وعفا عني وألحقني بنظرائي.
وكان من جملة ما نقم المنصور عليه قوله:
ومهما ألام على حبهم * فإني أحب بني فاطمة
بني بنت من جاء بالمحكما * ت وبالدين وبالسنة القائمة
فلست أبالي بحبي لهم * سواهم من النعم السائمة
قال الأخفش: قال لنا ثعلب: قال الأصمعي: ختمت الشعراء بابن هرمة.
ذكر وفاته في هذه السنة أبو الفرج بن الجوزي.
وفيها: توفي الجراح بن مليح والد وكيع بن الجراح، وسعيد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن جميل أبو عبد الله المديني، ولي قضاء بغداد سبعة عشر سنة لعسكر المهدي، وثقه ابن معين وغيره.
وفيها توفي: