→ وإبراهيم بن هرمة | البداية والنهاية – الجزء العاشر صالح بن بشير المري ابن كثير |
ثم دخلت سنة سبع وسبعين ومائة ← |
أحد العباد والزهاد، كان كثير البكاء، وكان يعظ فيحضر مجلسه سفيان الثوري وغيره من العلماء.
ويقول سفيان: هذا نذير قوم.
وقد استدعاه المهدي ليحضر عنده فجاء إليه راكبا على حمار فدناه من بساط الخليفة وهو راكب فأمر الخليفة ابنيه - وليي العهد من بعده موسى الهادي وهارون الرشيد - أن يقوما إليه لينزلاه عن دابته، فابتدراه فأنزلاه، فأقبل صالح على نفسه فقال: لقد خبت وخسرت إن أنا داهنت ولم أصدع بالحق في هذا اليوم، وفي هذا المقام.
ثم جلس إلى المهدي فوعظه موعظة بليغة حتى أبكاه، ثم قال له: اعلم أن رسول الله ﷺخصم من خالفه في أمته، ومن كان محمد خصمه كان الله خصمه، فأعد لمخاصمة الله ومخاصمة رسوله حججا تضمن لك النجاة، وإلا فاستسلم للهلكة، واعلم أن أبطأ الصرعى نهضة صريع هوى بدعته، واعلم أن الله قاهر فوق عباده، وأن أثبت الناس قدما آخذهم بكتاب الله وسنة رسوله، وكلام طويل.
فبكى المهدي وأمر بكتابة ذلك الكلام في دواوينه.
وفيها: توفي عبد الملك بن محمد بن محمد بن أبي بكر، عمرو بن حزم قدم قاضيا بالعراق
وفرج بن فضالة التنوخي الحمصي، كان على بيت المال ببغداد في خلافة الرشيد، فتوفي في هذه السنة، وكان مولده سنة ثمان وثمانين فمات وله ثمان وثمانون سنة.
ومن مناقبه أن المنصور دخل يوما إلى قصر الذهب فقام الناس إلا فرج بن فضالة فقال له وقد غضب عليه: لم لم تقم؟
قال: خفت أن يسألني الله عن ذلك ويسألك لم رضيت بذلك، وقد كره رسول الله ﷺالقيام للناس.
قال: فبكى المنصور وقربه وقضى حوائجه.
والمسيب بن زهير بن عمرو، أبو سلمة الضبي، كان والي الشرطة ببغداد في أيام المنصور والمهدي والرشيد، وولي خراسان مرة للمهدي.
عاش ستا وتسعين سنة.
والوضاح بن عبد الله، أبو عوانة السري مولاهم، كان من أئمة المشايخ في الرواية.
توفي في هذه السنة وقد جاوز الثمانين.