→ ثم دخلت سنة ثنتين وثلاثين ومائتين | البداية والنهاية – الجزء العاشر خلافة المتوكل على الله جعفر بن المعتصم ابن كثير |
ثم دخلت سنة ثلاث وثلاثين ومائتين ← |
بويع له بالخلافة بعد أخيه الواثق وقت الزوال من يوم الأربعاء لست بقين من ذي الحجة.
وكانت الأتراك قد عزموا على تولية محمد بن الواثق فاستصغروه فتركوه وعدلوا إلى جعفر هذا، وكان عمره إذ ذاك ستا وعشرين سنة، وكان الذي ألبسه خلعة الخلافة أحمد بن أبي داؤد القاضي، وكان هو أول من سلم عليه بالخلافة وبايعه الخاصة والعامة، وكانوا قد اتفقوا على تسميته بالمنتصر بالله،
إلى صبيحة يوم الجمعة فقال ابن أبي داؤد رأيت أن يلقب بالمتوكل على الله، فاتفقوا على ذلك، وكتب إلى الآفاق وأمر بإعطاء الشاكرية من الجند ثمانية شهور، وللمغاربة أربعة شهور، ولغيرهم ثلاثة شهور، واستبشر الناس به.
وقد كان المتوكل رأى في منامه في حياة أخيه هارون الواثق كأن شيئا نزل عليه من السماء مكتوب فيه جعفر المتوكل على الله، فعبره فقيل له هي الخلافة، فبلغ ذلك أخاه الواثق فسجنه حينا ثم أرسله.
وفيها: حج بالناس أمير الحجيج محمد بن داود.
وفيها: توفي الحكم بن موسى، وعمرو بن محمد الناقد.