→ ثم دخلت سنة خمس وثلاثون ومائتين | البداية والنهاية – الجزء العاشر إسحاق بن ما هان ابن كثير |
ثم دخلت سنة ست وثلاثون ومائتين ← |
الموصلي النديم الأديب، النادر الشكل في وقته المجموع من كل فن يعرفه أبناء عصره في الفقه والحديث والجدل والكلام واللغة والشعر، ولكن اشتهر بالغناء لأنه لم يكن له في الدنيا نظير فيه.
قال المعتصم: إن إسحاق إذا غنى يخيل لي أنه قد زيد في ملكي.
وقال المأمون: لولا اشتهاره بالغناء لوليته القضاء عليها من عفته ونزاهته وأمانته، وله شعر حسن، وديوان كبير، وكانت عنده كتب كثيرة من كل فن.
توفي في هذه السنة، وقيل: التي قبلها، وقيل في التي بعدها، وقد ترجمه ابن عساكر ترجمة حافلة، وذكر عنه أشياء حسنة، وأشعارا رائقة، وحكايات مدهشة يطول استقصاؤها.
فمن غريب ذلك: أنه غنى يوم يحيى بن خالد بن برمك، فوقع له بألف ألف، ووقع ابنه جعفر بمثلها، وابنه الفضل بمثلها في حكايات طويلة.
وفيها: توفي سريح بن يونس، وشيبان بن فروخ، وعبيد الله بن عمر القواريري، وأبو بكر بن أبي شيبة أحد الأعلام وأئمة الإسلام، وصاحب المصنف الذي لم يصنف أحد مثله قط لا قبله ولا بعده.