→ أبو العباس، مولى بني عجل المذكر | البداية والنهاية – الجزء العاشر وموسى بن جعفر ابن كثير |
هاشم بن بشير بن أبي حازم ← |
ابن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو الحسن الهاشمي، ويقال له: الكاظم، ولد سنة ثمان أو تسع وعشرين ومائة.
وكان كثير العبادة والمروءة، إذا بلغه عن أحد أنه يؤذيه أرسل إليه بالذهب والتحف.
ولد له من الذكور والإناث أربعون نسمة.
وأهدى له مرة عبدٌ عصيدة فاشتراه واشترى المزرعة التي هو فيها بألف دينار وأعتقه، ووهب المزرعة له.
وقد استدعاه المهدي إلى بغداد فحبسه، فلما كان في بعض الليالي رأى المهدي علي بن أبي طالب وهو يقول له: يا محمد، { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ } [محمد: 22] .
فاستيقظ مذعورا وأمر به فأخرج من السجن ليلا، فأجلسه معه وعانقه وأقبل عليه، وأخذ عليه العهد أن لا يخرج عليه ولا على أحد من أولاده، فقال: والله ما هذا من شأني ولا حدثت فيه نفسي.
فقال: صدقت.
وأمر له بثلاثة آلاف دينار، وأمر به فردَّ إلى المدينة، فما أصبح الصباح إلا وهو على الطريق، فلم يزل بالمدنية حتى كانت خلافة الرشيد فحج، فلما دخل ليسلم على قبر النبي ﷺومعه موسى بن جعفر الكاظم، فقال الرشيد: السلام عليك يا رسول الله يا ابن عم.
فقال موسى: السلام عليك يا أبت.
فقال الرشيد: هذا هو الفخر يا أبا الحسين.
ثم لم يزل ذلك في نفسه حتى استدعاه في سنة تسع وستين وسجنه فأطال سجنه، فكتب إليه موسى رسالة يقول فيها: أما بعد يا أمير المؤمنين، إنه لم ينقض عني يوم من البلاء إلا انقضى عنك يوم من الرخاء، حتى يفضي بنا ذلك إلى يوم يخسر فيه المبطلون.
توفي لخمس بقين من رجب من هذه السنة ببغداد، وقبره هناك مشهور.
وفيها توفي: