→ ثم دخلت سنة أربع وأربعين ومائتين | البداية والنهاية – الجزء العاشر ثم دخلت سنة خمس وأربعين ومائتين ابن كثير |
وابن الراوندي ← |
فيها: أمر المتوكل ببناء مدينة الماحوزة، وحفر نهرها فيقال: إنه أنفق على بنائها وبناء قصر الخلافة بها الذي يقال له: اللؤلؤة، ألفي ألف دينار.
وفيها: وقعت زلازل كثيرة في بلاد شتى، فمن ذلك بمدينة إنطاكية سقط فيها ألف وخمسمائة دار، وانهدم من سورها نيف وتسعون برجا، وسمعت من كوى دورها أصوات مزعجة جدا فخرجوا من منازلهم سراعا يهرعون، وسقط الجبل الذي إلى جانبها الذي يقال له: الأقرع فساخ في البحر، فهاج البحر عند ذلك وارتفع دخان أسود مظلم منتن، وغار نهر على فرسخ منها، فلا يدرى أين ذهب.
ذكر أبو جعفر بن جرير قال: وسمع فيها أهل تنيس ضجة دائمة طويلة مات منها خلق كثير.
قال: وزلزلت فيها الرها والرقة وحران ورأس العين وحمص ودمشق وطرسوس والمصيصة، وأذنة وسواحل الشام، ورجفت اللاذقية بأهلها فما بقي منها منزل إلا انهدم، وما بقي من أهلها إلا اليسير، وذهبت جبلة بأهلها.
وفيها: غارت مشاش - عين - مكة حتى بلغ ثمن القربة بمكة ثمانين درهما.
ثم أرسل المتوكل فأنفق عليها مالا جزيلا حتى خرجت.
وفيها: مات إسحاق بن أبي إسرائيل، وسوار بن عبد الله القاضي، وهلال الرازي.
وفيها: هلك نجاح بن سلمة، وقد كان على ديوان التوقيع، وقد كان حظيا عند المتوكل، ثم جرت له حكاية أفضت به إلى أن أخذ المتوكل أمواله وأملاكه وحواصله، وقد أورد قصته ابن جرير مطولة.
وفيها توفي: أحمد بن عبدة الضبي، وأبو الحيس القواس مقري مكة، وأحمد بن نصر النيسابوري، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وإسماعيل بن موسى بن بنت السدي، وذو النور المصري، وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، ومحمد بن رافع، وهشام بن عمار، وأبو تراب النخشبي.