→ ثم دخلت سنة إحدى وخمسين ومائة | البداية والنهاية – الجزء العاشر بناء الرصافة ابن كثير |
ثم دخلت سنة ثنتين وخمسين ومائة ← |
قال ابن جرير: وفي هذه السنة: شرع المنصور في بناء الرصافة لابنه المهدي بعد مقدمه من خراسان، وهي في الجانب الشرقي من بغداد، وجعل لها سورا وخندقا، وعمل عندها ميدانا وبستانا، وأجرى إليها الماء من نهر المهدي.
قال ابن جرير: وفيها: جدد المنصور البيعة لنفسه ثم لولده المهدي من بعده، ولعيسى بن موسى من بعدهما، وجاء الأمراء والخواص فبايعوا وجعلوا يقبّلون يد المنصور ويد ابنه ويلمسون يد عيسى بن موسى ولا يقبلونها.
قال الواقدي: وولى المنصور معن بن زائدة سجستان.
وحج بالناس فيها: محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي، وهو نائب مكة والطائف، وعلى المدينة الحسن بن زيد، وعلى الكوفة محمد بن سليمان، وعلى البصرة جابر بن زيد الكلابي، وعلى مصر يزيد بن حاتم.
ونائب خراسان حميد بن قحطبة، ونائب سجستان معن بن زائدة.
وغزا الصائفة فيها: عبد الوهاب بن إبراهيم بن محمد.
وفيها توفي: حنظلة بن أبي سفيان، وعبد الله بن عون، ومحمد بن إسحاق بن يسار، صاحب السيرة النبوية التي جمعها وجعلها علما يهتدى به، وفخرا يستجلى به، والناس كلهم عيال عليه في ذلك، كما قال الشافعي وغيره من الأئمة.