→ ثم دخلت سنة إحدى ومائتين | البداية والنهاية – الجزء العاشر بيعة أهل بغداد لإبراهيم بن المهدي ابن كثير |
ثم دخلت سنة ثلاث ومائتين ← |
لما جاء الخبر أن المأمون بايع لعلي الرضى بالولاية من بعده اختلفوا فيما بينهم، فمن مجيب مبايع ومن آب ممانع، وجمهور العباسيين على الامتناع من ذلك، وقام في ذلك ابنا المهدي إبراهيم ومنصور.
فلما كان يوم الثلاثاء لخمس بقين من ذي الحجة أظهر العباسيون البيعة لإبراهيم بن المهدي ولقبوه: المبارك - وكان أسود اللون - ومن بعده لابن أخيه إسحاق بن موسى بن المهدي، وخلعوا المأمون.
فلما كان يوم الجمعة لليلتين بقيتا من ذي الحجة أرادوا أن يدعوا للمأمون ثم من بعده لإبراهيم فقالت العامة: لا تدعوا إلا إلى إبراهيم فقط، واختلفوا واضطربوا فيما بينهم، ولم يصلوا الجمعة، وصلى الناس فرادى أربع ركعات.
وفيها: افتتح نائب طبرستان جبالها وبلاد اللارز والشيرز.
وذكر ابن حزم أن سلما الخاسر قال في ذلك شعرا.
وقد ذكر ابن الجوزي وغيره أن سلما توفي قبل ذلك بسنتين، فالله أعلم.
وفيها: أصاب أهل خراسان والري وأصبهان مجاعة شديدة وغلا الطعام جدا.
وفيها: تحرك بابك الخرَّمي واتبعه طوائف من السفلة والجهلة وكان يقول بالتناسخ. وسيأتي ما آل أمره إليه.
وفيها: حج بالناس إسحاق بن موسى بن عيسى الهاشمي.
وفيها توفي من الأعيان: أبو أسامة حماد بن أسامة، وحماد بن مسعدة، وحرسي بن عمارة، وعلي بن عاصم، ومحمد بن محمد، صاحب أبي السرايا، الذي قد كان بايعه أهل الكوفة بعد ابن طباطبا.