→ ثم دخلت سنة ثلاث وأربعين ومائتين | البداية والنهاية – الجزء العاشر إبراهيم بن العباس ابن كثير |
ثم دخلت سنة أربع وأربعين ومائتين ← |
متولي ديوان الضياع.
قلت: هو: إبراهيم بن العباس بن محمد بن صول الصولي الشاعر الكاتب، وهو عم محمد بن يحيى الصولي، وكان جده صول بكر ملك جرجان وكان أصله منها، ثم تمجس ثم أسلم على يدي يزيد بن المهلب بن أبي صفرة، ولإبراهيم هذا ديوان شعر ذكره ابن خلكان واستجاد من شعره أشياء منها قوله:
ولربَّ نازلة يضيق بها الفتى * ذرعا وعند الله منها مخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها * فرجت وكنت أظنها لا تفرج
ومنها قوله:
كنت السواد لمقلتي * فبكى عليك الناظر
من شاء بعدك فليمت * فعليك كنت أحاذر
ومن ذلك ما كتب به إلى وزير المعتصم محمد بن عبد الملك بن الزيات:
وكنت أخي بإخاء الزمان * فلما ثنى صرت حربا عوانا
وكنت أذم إليك الزمان * فأصبحت منك أذم الزمانا
وكنت أعدك للنائبات * فها أنا أطلب منك الأمانا
وله أيضا:
لا يمنعنك خفض العيش في دعة * نزوع نفس إلى أهل وأوطان
تلقى بكل بلاد إن حللت بها * أهلا بأهل وأوطانا بأوطان
كانت وفاته بمنتصف شعبان من هذه السنة بسر من رأى.
والحسن بن مخلد بن الجراح خليفة إبراهيم بن شعبان.
قال: ومات هاشم بن فيجور في ذي الحجة.
قلت: وفيها توفي: أحمد بن سعيد الرباطي، والحارث بن أسد المحاسبي أحد أئمة الصوفية، وحرملة بن يحيى التجيبي صاحب الشافعي، وعبد الله بن معاوية الجمحي، ومحمد بن عمر العدني، وهارون بن عبد الله الحماني، وهناد بن السري.