→ حسان بن أبي سنان | البداية والنهاية – الجزء العاشر وعافية بن يزيد ابن كثير |
سيبويه ← |
ابن قيس القاضي للمهدي على جانب بغداد الشرقي، هو: ابن علاثة، وكانا يحكمان بجامع الرصافة.
وكان عافية عابدا زاهدا ورعا، دخل يوما على المهدي في وقت الظهيرة فقال: يا أمير المؤمنين اعفني.
فقال له المهدي: ولم أعفيك؟ هل اعترض عليك أحد من الأمراء؟
فقال له: لا ! ولكن كان بين اثنين خصومة عندي فعمد أحدهما إلى رطب السكر - وكأنه سمع أني أحبه - فأهدى إلي منه طبقا لا يصلح إلا لأمير المؤمنين، فرددته عليه، فلما أصبحنا وجلسنا إلى الحكومة، لم يستويا عندي في قلبي ولا نظري، بل مال قلبي إلى المهدي منهما، هذا مع أني لم أقبل منه ما أهداه فكيف لو قبلت منه؟ فأعفني عفا الله عنك فأعفاه.
وقال الأصمعي: كنت عند الرشيد يوما وعنده عافية وقد أحضره لأن قوما استعدوا عليه إلى الرشيد، فجعل الرشيد يوقفه على ما قيل عنه وهو يجيب عما يسأله.
وطال المجلس فعطس الخليفة فشمته الناس ولم يشمته عافية، فقال له الرشيد: لم لم تشمتني مع الناس؟
فقال: لأنك لم تحمد الله، واحتج بالحديث في ذلك.
فقال له الرشيد: ارجع لعملك فوالله ما كنت لتفعل ما قيل عنك، وأنت لم تسامحني في عطسة لم أحمد الله فيها.
ثم رده ردا جميلا إلى ولايته.
وفيها توفي: