→ ومفضل بن فضالة | البداية والنهاية – الجزء العاشر ويعقوب التائب ابن كثير |
ثم دخلت سنة ثنتين وثمانين ومائة ← |
العابد الكوفي.
قال علي بن الموفق: عن منصور بن عمار: خرجت ذات ليلة وأنا أظن أني قد أصبحت، فإذا عليِّ ليل، فجلست إلى باب صغير وإذا شاب يبكي وهو يقول: وعزتك وجلالك ما أردت بمعصيتك مخالفتك ولكن سولت لي نفسي، وغلبتني شقوتي، وغرني سترك المرخي عليَّ، فالآن من عذابك من يستنقذني؟ وبحبل من اتصل إن أنت قطعت حبلك عني؟
واسوأتاه على ما مضى من أيامي في معصية ربي، يا ويلي كم أتوب وكم أعود، قد حان لي أن أستحي من ربي عز وجل.
قال منصور: فقلت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } [التحريم: 6] .
قال: فسمعت صوتا واضطرابا شديدا فذهبت لحاجتي، فلما رجعت مررت بذلك الباب فإذا جنازة موضوعة، فسألت عنه فإذا ذاك الفتى قد مات من هذه الآية.