→ وفد بني عبس | البداية والنهاية – الجزء الخامس وفد بني فزارة ابن كثير |
وفد بني مرة ← |
قال الواقدي: حدثنا عبد الله بن محمد بن عمر الجمحي، عن أبي وجزة السعدي قال: لما رجع رسول الله من تبوك وكان سنة تسعة قدم عليه وفد بني فزارة بضعة عشر رجلا؛ فيهم: خارجة بن حصن، والحارث بن قيس بن حصن وهو أصغرهم، على ركاب عجاف فجاؤا مقرين بالإسلام.
وسألهم رسول الله عن بلادهم، فقال أحدهم: يا رسول الله أسنتت بلادنا، وهلكت مواشينا، وأجدب جناتنا، وغرث عيالنا، فادع الله لنا، فصعد رسول الله المنبر ودعا فقال: «اللهم اسق بلادك وبهائمك، وانشر رحمتك، وأحي بلدك الميت، اللهم اسقنا غيثا مغيثا، مريا مريعا، طبقا واسعا، عاجلا غير آجل، نافعا غير ضار، اللهم اسقنا سقيا رحمة، لا سقيا عذاب، ولا هدم ولا غرق، ولا محق، اللهم اسقنا الغيث، وانصرنا على الأعداء».
قال: فمطرت فما رأوا السماء سبتا، فصعد رسول الله المنبر فدعا فقال: «اللهم حوالينا ولا علينا، على الآكام والظراب، وبطون الأودية، ومنابت الشجر» فانجابت السماء عن المدينة انجياب الثوب.