→ آخر الناس به عهدا عليه الصلاة والسلام | البداية والنهاية – الجزء الخامس متى وقع دفنه عليه الصلاة والسلام ابن كثير |
صفة قبره عليه الصلاة والسلام ← |
وقال يونس عن ابن إسحاق، حدثتني فاطمة بنت محمد - امرأة عبد الله ابن أبي بكر - وأدخلني عليها حتى سمعته منها عن عمرة، عن عائشة أنها قالت: ما علمنا بدفن النبي ﷺ حتى سمعنا صوة المساحي في جوف ليلة الأربعاء.
وقال الواقدي: حدثنا ابن أبي سبرة عن الحليس بن هشام، عن عبد الله بن وهب، عن أم سلمة قالت: بينا نحن مجتمعون نبكي لم ننم، ورسول الله ﷺ في بيوتنا، ونحن نتسلى برؤيته على السرير، إذ سمعنا صوت الكرارين في السحر قالت أم سلمة: فصحنا، وصاح أهل المسجد فارتجت المدينة صيحة واحدة، وأذن بلال بالفجر، فلما ذكر النبي ﷺ بكى وانتحب، فزادنا حزنا، وعالج الناس الدخول إلى قبره فغلق دونهم، فيالها من مصيبة ما أصبنا بعدها بمصيبة إلا هانت إذا ذكرنا مصيبتنا به ﷺ.
وقد روى الإمام أحمد من حديث محمد بن إسحاق عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة أن رسول الله ﷺ توفي يوم الإثنين، ودفن ليلة الأربعاء، وقد تقدم مثله في غير ما حديث وهو الذي نص عليه غير واحد من الأئمة سلفا وخلفا، منهم: سليمان بن طرخان التيمي، وجعفر بن محمد الصادق، وابن إسحاق، وموسى بن عقبة، وغيرهم.
وقد روى يعقوب بن سفيان عن عبد الحميد، عن بكار، عن محمد بن شعيب، عن الأوزاعي أنه قال: توفي رسول الله ﷺ يوم الإثنين قبل أن ينتصف النهار، ودفن يوم الثلاثاء.
وهكذا روى الإمام أحمد عن عبد الرزاق، عن ابن جريج قال: أخبرت أن رسول الله ﷺ مات في الضحى يوم الإثنين، ودفن من الغد في الضحى.
وقال يعقوب: حدثنا سفيان، ثنا سعيد بن منصور، ثنا سفيان عن جعفر بن محمد، عن أبيه وعن ابن جريج، عن أبي جعفر أن رسول الله توفي يوم الإثنين، فلبث ذلك اليوم وتلك الليلة، ويوم الثلاثاء إلى آخر النهار.
فهو قول غريب، والمشهور عن الجمهور ما أسلفناه: من أنه عليه السلام توفي يوم الإثنين، ودفن ليلة الأربعاء.
ومن الأقوال الغريبة في هذا أيضا: ما رواه يعقوب ابن سفيان عن عبد الحميد بن بكار، عن محمد بن شعيب، عن أبي النعمان، عن مكحول قال: ولد رسول الله يوم الإثنين، وأوحي إليه يوم الإثنين، وهاجر يوم الإثنين، وتوفي يوم الإثنين لاثنتين وستين سنة ونصف، ومكث ثلاثة أيام لا يدفن، يدخل عليه الناس أرسالا أرسالا، يصلون لا يصفون ولا يؤمهم عليه أحد.
فقوله: إنه مكث ثلاثة أيام لا يدفن غريبا، والصحيح: أنه مكث بقية يوم الإثنين ويوم الثلاثاء بمكاله، ودفن ليلة الأربعاء كما قدمنا، والله أعلم.
وضده ما رواه سيف عن هشام، عن أبيه قال: توفي رسول الله يوم الإثنين، وغسل يوم الإثنين، ودفن ليلة الثلاثاء.
قال سيف: وحدثنا يحيى بن سعيد مرة بجميعه عن عائشة به، وهذا غريب جدا.
وقال الواقدي: حدثنا عبد الله بن جعفر عن ابن أبي عون، عن أبي عتيق، عن جابر بن عبد الله قال: رش على قبر النبي ﷺ الماء رشا، وكان الذي رشه بلال بن رباح بقربة، بدأ من قبل رأسه من شقه الأيمن حتى انتهى إلى رجليه، ثم ضرب بالماء إلى الجدار لم يقدر على أن يدور من الجدار.
وقال سعيد بن منصور عن الدراوردي، عن يزيد بن عبد الله ابن أبي يمن، عن أم سلمة قالت: توفي رسول الله يوم الإثنين، ودفن يوم الثلاثاء.
وقال ابن خزيمة: حدثنا مسلم بن حماد عن أبيه، عن عبد الله بن عمر، عن كريب، عن ابن عباس قال: توفي رسول الله يوم الإثنين، ودفن يوم الثلاثاء.
وقال الواقدي: حدثني أبي بن عياش بن سهل بن سعد، عن أبيه قال: توفي رسول الله ﷺ يوم الإثنين، ودفن ليلة الثلاثاء.
وقال أبو بكر ابن أبي الدنيا عن محمد بن سعد: توفي رسول الله يوم الإثنين لاثنتي عشرة ليلة من ربيع الأول، ودفن يوم الثلاثاء.
وقال عبد الله بن محمد ابن أبي الدنيا: ثنا الحسن بن إسرائيل أبو محمد النهرتيري، ثنا عيسى بن يونس عن إسماعيل ابن أبي خالد سمعت عبد الله ابن أبي أوفى يقول: مات رسول الله ﷺ يوم الإثنين فلم يدفن إلا يوم الثلاثاء.
وهكذا قال سعيد بن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وأبو جعفر الباقر.