→ قدوم الأشعريين وأهل اليمن | البداية والنهاية – الجزء الخامس قصة عمان والبحرين ابن كثير |
وفود فروة بن مسيك المرادي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ← |
حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا سفيان، سمع محمد بن المنكدر، سمع جابر بن عبد الله يقول: قال لي رسول الله ﷺ: «لو قد جاء مال البحرين لقد أعطيتك هكذا، وهكذا، وهكذا» ثلاثا.
فلم يقدم مال البحرين حتى قبض رسول الله ﷺ، فلما قدم على أبي بكر أمر مناديا فنادى من كان له عند النبي ﷺ دين، أو عدة، فليأتني، قال جابر: فجئت أبا بكر فأخبرته أن رسول الله ﷺ قال: «لو قد جاء مال البحرين أعطيتك هكذا، وهكذا ثلاثا».
قال: فأعرض عني، قال جابر: فلقيت أبا بكر بعد ذلك فسألته فلم يعطني، ثم أتيته فلم يعطني، ثم أتيته الثالثة فلم يعطني.
فقلت له: قد أتيتك فلم تعطني، ثم أتيتك فلم تعطني، فأما أن تعطني، وإما أن تبخل عني.
قال: قلت: تبخل عني؟
قال: وأي داء أدوأ من البخل؟
قالها: ثلاثا، ما منعتك من مرة، إلا وأنا أريد أن أعطيك.
وهكذا رواه البخاري هاهنا، وقد رواه مسلم عن عمرو الناقد، عن سفيان بن عيينة به.
ثم قال البخاري بعده: وعن عمرو، عن محمد بن علي سمعت جابر بن عبد لله يقول: جئته فقال لي أبو بكر: عدها، فعددتها، فوجدتها خمسمائة، فقال: خذ مثلها مرتين.
وقد رواه البخاري أيضا، عن علي بن المديني، عن سفيان هو - ابن عيينة -، عن عمرو بن دينار، عن محمد بن علي أبي جعفر الباقر، عن جابر، كروايته له، عن قتيبة.
ورواه أيضا هو ومسلم من طرق أخر، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن محمد بن علي، عن جابر بنحوه.
وفي رواية أخرى له: أنه أمره فحثى بيديه من دراهم فعدها، فإذا هي خمسمائة، فأضعفها له مرتين - يعني: فكان جملة ما أعطاه ألفا وخمسمائة درهم -.