→ ذكر خطبته صلى الله عليه وسلم إلى تبوك إلى نخلة هناك | البداية والنهاية – الجزء الخامس الصلاة على معاوية ابن أبي معاوية ابن كثير |
قدوم رسول قيصر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبوك ← |
روى البيهقي من حديث يزيد بن هارون، أخبرنا العلاء أبو محمد الثقفي قال: سمعت أنس بن مالك قال: كنا مع رسول الله ﷺ بتبوك فطلعت الشمس بضياء، ولها شعاع ونور، لم أرها طلعت فيما مضى، فأتى جبريل رسول الله.
فقال: «يا جبريل مالي أرى الشمس اليوم طلعت بيضاء ونور وشعاع، لم أرها طلعت فيما مضى».
قال: ذلك أن معاوية ابن أبي معاوية الليثي مات بالمدينة اليوم، فبعث الله إليه سبعين ألف ملك يصلون عليه.
قال: «ومم ذاك؟»
قال: بكثرة قراءته { قل هو الله أحد } بالليل والنهار، وفي ممشاه وفي قيامه وقعوده، فهل لك يا رسول الله أن أقبض لك الأرض فتصلي عليه؟
قال: «نعم!».
قال: فصلى عليه، ثم رجع.
وهذا الحديث فيه غرابة شديدة ونكارة، والناس يسندون أمرها إلى العلاء بن زيد هذا، وقد تكلموا فيه.
ثم قال البيهقي: أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار، حدثنا هاشم بن علي، أخبرنا عثمان بن الهيثم، حدثنا محبوب بن هلال، عن عطاء ابن أبي ميمونة، عن أنس قال: جاء جبريل فقال: يا محمد مات معاوية ابن أبي معاوية المزني، أفتحب أن تصلي عليه؟
قال: «نعم!».
فضرب بجناحه فلم يبق من شجرة، ولا أكمة إلا تضعضعت له.
قال: فصلى وخلفه صفان من الملائكة في كل صف سبعون ألف ملك.
قال: قلت: «يا جبريل بم نال هذه المنزلة من الله؟».
قال: بحبه «قل هو الله أحد» يقرؤها قائما وقاعدا، وذاهبا وجائيا، وعلى كل حال.
قال عثمان: فسألت أبي أين كان النبي ﷺ؟
قال: بغزوة تبوك بالشام، ومات معاوية بالمدينة، ورفع له سريره حتى نظر إليه، وصلى عليه.
وهذا أيضا منكر من هذا الوجه.