→ فصل عدم نهي النبي عليه السلام عن حج التمتع والقران | البداية والنهاية – الجزء الخامس ذكر تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن كثير |
فصل في التلبية ← |
قال الشافعي: أخبرنا مالك عن نافع، عن عبد الله بن عمر أن تلبية رسول الله ﷺ «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لك، لا شريك لك».
وكان عبد الله بن عمر يزيد فيها: «لبيك لك وسعديك، والخير في يديك لبيك، والرغباء إليك والعمل».
ورواه البخاري عن عبد الله بن يوسف.
ومسلم عن يحيى بن يحيى، كلاهما عن مالك به.
وقال مسلم: حدثنا محمد بن عباد، ثنا حاتم بن إسماعيل عن موسى بن عقبة، عن سالم بن عبد الله بن عمر، وعن نافع مولى عبد الله بن عمرو، وحمزة بن عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمر أن رسول الله ﷺ كان إذا استوت به راحلته قائمة عند مسجد ذي الحليفة أهل فقال: «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لك، لا شريك لك».
قالوا: وكان عبد الله يقول: هذه تلبية رسول الله.
قال نافع: وكان عبد الله يزيد مع هذا: لبيك لبيك لبيك، وسعديك والخير بيديك لبيك، والرغباء إليك والعمل.
حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا يحيى بن سعيد عن عبد الله، أخبرني نافع عن ابن عمر قال: تلقفت التلبية من في رسول الله ﷺ فذكر بمثل حديثهم.
حدثني حرملة بن يحيى، أخبرنا ابن وهب، أخبرني يونس عن ابن شهاب قال: قال سالم بن عبد الله بن عمر: أخبرني عن أبيه قال: سمعت رسول الله ﷺ يهل ملبيا يقول: «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك» لا يزيد على هؤلاء الكلمات.
وإن عبد الله بن عمر يقول: كان رسول الله ﷺ يركع بذي الحليفة ركعتين، فإذا استوت به الناقة قائمة عند مسجد ذي الحليفة، أهل بهؤلاء الكلمات.
وقال عبد الله بن عمر: كان عمر بن الخطاب يهل بإهلال النبي ﷺ من هؤلاء الكلمات وهو يقول: لبيك اللهم لبيك، وسعديك والخير في يديك لبيك، والرغباء إليك والعمل.
هذا لفظ مسلم.
وفي حديث جابر من التلبية كما في حديث ابن عمر، وسيأتي مطولا قريبا رواه مسلم منفردا به.
وقال البخاري بعد إيراده من طريق مالك عن نافع، عن ابن عمر ما تقدم: حدثنا محمد بن يوسف، ثنا سفيان عن الأعمش، عن عمارة، عن أبي عطية، عن عائشة قالت: إني لأعلم كيف كان النبي ﷺ يلبي: «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك».
تابعه أبو معاوية عن الأعمش.
وقال شعبة: أخبرنا سليمان سمعت خيثمة عن أبي عطية، سمعت عائشة.
تفرد به البخاري.
وقد رواه الإمام أحمد عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن سليمان بن مهران الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن أبي عطية الوادي، عن عائشة فذكر مثل ما رواه البخاري سواء.
ورواه أحمد عن أبي معاوية، وعبد الله بن نمير عن الأعمش، كما ذكره البخاري سواء.
ورواه أيضا عن محمد بن جعفر، وروح بن عبادة عن شعبة، عن سليمان بن مهران الأعمش به، كما ذكره البخاري.
وكذلك رواه أبو داود الطيالسي في مسنده عن شعبة سواء.
وقال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا الأعمش عن عمارة بن عمير، عن أبي عطية قال: قالت عائشة: إني لأعلم كيف كان رسول الله ﷺ يلبي قال: ثم سمعتها تلبي فقالت: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك، والملك لا شريك لك.
فزاد في هذا السياق وحده: والملك لا شريك لك.
وقال البيهقي: أخبرنا الحاكم، أنبأنا الأصم، ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أنبأنا ابن وهب، أخبرني عبد العزيز بن عبد الله ابن أبي سلمة، أن عبد الله بن الفضل حدثه عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة أنه قال: كان من تلبية رسول الله ﷺ: «لبيك إله الحق».
وقد رواه النسائي عن قتيبة، عن حميد بن عبد الرحمن، عن عبد العزيز ابن أبي سلمة.
وابن ماجه عن أبي بكر ابن أبي شيبة، وعلي بن محمد، كلاهما عن وكيع عن عبد العزيز به.
قال النسائي: ولا أعلم أحدا أسنده عن عبد الله ابن الفضل إلا عبد العزيز.
ورواه إسماعيل بن أمية مرسلا.
وقال الشافعي: أنبأنا سعيد بن سالم القداح عن ابن جريج، أخبرني حميد الأعرج عن مجاهد أنه قال: كان النبي ﷺ يظهر من التلبية: لبيك اللهم لبيك - فذكر التلبية -.
قال: حتى إذا كان ذات يوم، والناس يصرفون عنه كأنه أعجبه ما هو فيه فزاد فيها: لبيك إن العيش عيش الآخرة.
قال ابن جريج: وحسبت أن ذلك يوم عرفة.
هذا مرسل من هذا الوجه.
وقد قال الحافظ أبو بكر البيهقي: أخبرنا عبد الله الحافظ، أخبرني أبو أحمد يوسف بن محمد بن محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، ثنا نصر بن علي الجهضمي، ثنا محبوب بن الحسن، ثنا داود عن عكرمة، عن ابن عباس أن رسول الله ﷺ خطب بعرفات فلما قال: «لبيك اللهم لبيك».
قال: «إنما الخير خير الآخرة».
وهذا إسناد غريب، وإسناده على شرط السنن ولم يخرجوه.
وقال الإمام أحمد: حدثنا روح، ثنا أسامة بن زيد، حدثني عبد الله ابن أبي لبيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله ﷺ: «أمرني جبرائيل برفع الصوت في الإهلال، فإنه من شعائر الحج».
تفرد به أحمد.
وقد رواه البيهقي عن الحاكم، عن الأصم، عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن ابن وهب، عن أسامة بن زيد، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، وعبد الله ابن أبي لبيد عن المطلب، عن أبي هريرة، عن رسول الله ﷺ فذكره.
وقد قال عبد الرزاق: أخبرنا الثوري، عن ابن أبي لبيد، عن المطلب بن حنطب، عن خلاد، عن السائب عن، زيد بن خالد قال: جاء جبريل إلى النبي ﷺ فقال: مر أصحابك أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية فإنها شعار الحج.
وكذا رواه ابن ماجه عن علي بن محمد، عن وكيع، عن الثوري به.
وكذلك رواه شعبة، وموسى بن عقبة عن عبد الله ابن أبي لبيد به.
وقال الإمام أحمد: حدثنا وكيع، ثنا سليمان، عن عبد الله ابن أبي لبيد، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن خلاد بن السائب، عن زيد بن خالد الجهني قال: قال رسول الله ﷺ: «جاءني جبرائيل فقال: يا محمد مر أصحابك فليرفعوا أصواتهم بالتلبية فإنها شعار الحج».
قال شيخنا أبو الحجاج المزي في كتابه (الأطراف): وقد رواه معاوية عن هشام وقبيصة، عن سفيان الثوري، عن عبد الله ابن أبي لبيد، عن المطلب، عن خلاد بن السائب، عن أبيه، عن زيد بن خالد به.
وقال أحمد: ثنا سفيان بن عيينة عن عبد الله ابن أبي بكر، عن عبد الملك ابن أبي بكر بن الحارث بن هشام، عن خلاد بن السائب بن خلاد، عن أبيه، عن النبي ﷺ قال: «أتاني جبرائيل فقال: مر أصحابك فليرفعوا أصواتهم بالإهلال».
وقال أحمد: قرأت على عبد الرحمن بن مهدي عن مالك، وحدثنا روح، ثنا مالك - يعني: ابن أنس - عن عبد الله ابن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عبد الله ابن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن خلاد بن السائب الأنصاري، عن أبيه أن رسول الله ﷺ قال: «أتاني جبرائيل فأمرني أن آمر أصحابي - أو من معي - أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية، أو بالإهلال يريد أحدهما».
وكذلك رواه الشافعي عن مالك، ورواه أبو داود عن القعنبي، عن مالك به.
ورواه الإمام أحمد أيضا من حديث ابن جريج.
والترمذي والنسائي وابن ماجه، من حديث سفيان بن عيينة عن عبد الله ابن أبي بكر به.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقال الحافظ البيهقي: ورواه ابن جريج قال: كتب إلى عبد الله ابن أبي بكر فذكره، ولم يذكر أبا خلاد في إسناده.
قال: والصحيح رواية مالك وسفيان بن عيينة عن عبد الله ابن أبي بكر، عن عبد الملك، عن خلاد بن السائب، عن أبيه، عن النبي ﷺ كذلك قال البخاري وغيره كذا قال.
وقد قال الإمام أحمد في مسنده: حدثنا السائب بن خلاد بن سويد أبي سهلة الأنصاري، ثنا محمد بن بكر، أنبأنا ابن جريج، وثنا روح، ثنا ابن جريج قال: كتب إلى عبد الله ابن أبي بكر محمد بن عمرو بن حزم عن عبد الملك ابن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن خلاد بن السائب الأنصاري، عن أبيه السائب بن خلاد أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: «أتاني جبرائيل فقال: إن الله يأمرك أن تأمر أصحابك أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية والإهلال».
وقال ورح: بالتلبية أو الإهلال، قال: لا أدري أينا، وهل أنا أو عبد الله أو خلاد في الإهلال أو التلبية.
هذا لفظ أحمد في مسنده، وكذلك ذكره شيخنا في أطرافه عن ابن جريج كرواية مالك وسفيان بن عيينة، فالله أعلم.