الرئيسيةبحث

الدين ( Religion )



المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة. أحد المسلمين يقرأ القرآن في عرفات.
الدِّيْنلغةً المُلك والحُكم والتدبير، من دانَهُ دينا أي مَلَكَهُ وحكمه وساسه ودبَّره، وقهره، وحاسبه، وجازاه وكافأه. من ذلك: ﴿مالك يوم الدين﴾ الفاتحة: 4. أي يوم الحسَاب والجزاء. وفي الحديث: (الكيِّس من دان نفسه ) أي حكمها وضبطها. ودان له أي أطاعه وخضع له، فالدين هنا هو الخضوع والطاعة. ودان بالشيء أي اتخذه دينًا ومذهبًا، فالدين هنا هو المذهب والعقيدة.

أما في الاصطلاح كما عرَّفه الإسلاميون بأنه: وضع إلهي سايق لذوي العقول السليمة باختيارهم إلى الصلاح في الحال، والفلاح في المآل.

فالدين بمقتضى هذا الاصطلاح هو وضع إلهي يرشد إلى الحق في الاعتقادات، وإلى الخير في السلوك والمعاملات. ومن أشهر تعريفات الدين عند الغربـيين ماقاله الفيلسوف كانْتْ في كتابه الدين في حدود العقل ¸الدين هو الشعور بواجباتنا من حيث كونها قائمة على أوامر إلهية·.

وهذه المعاني والتعريفات حصرت الدين في نطاق الأديان الصحيحة المستندة إلى الوحي السماوي مثل الإسلام ومثل اليهودية والنصرانية قبل تحريفهما، لكن هناك ديانات أخرى كالديانة الطبيعية التي تستند إلى العقل فقط والديانة الخرافية التي تستند إلى الخيالات والأوهام، وهي وإن كانت تخرج في جوهرها عن معنى الدين كما حددته التعريفات السابقة ـ لا سيما تلك التي تتخذ الأوثان والحيوان والكواكب أو الجن آلهة ـ إلا أن القرآن الكريم سمَّاها دينًا. يقول الله تعالى: ﴿ومن يبتغ غير الإسلام ديـنًا فـلن يقـبل منه وهـو في الآخـرة من الخاسريـن﴾ آل عمران: 85. ويقول جل شأنه: ﴿لكم دينكم ولي دين﴾ الكافرون: 6. والدين على هذا منهاج حياة وطريق وسلوك.

كان للدين وما يزال أثر كبير في حياة الأمم والشعوب. فقد كان للإسلام واليهودية وبدرجة أكبر للنصرانية، الأثر الكبير في تكوين الثقافة الغربية، كما أدت هذه الأديان الثلاثة، وخاصة الإسلام دورًا أساسيًا في نمو ثقافات الشرق الأوسط. بينما نجد أن ثقافة آسيا أسهمت في تشكيلها البوذية والكونفوشية والهندوسية والشنتو والطاوية.

أصل الدين

وفقــًا للتصور الإسلامي، فإن بداية الدين ترتبط ببداية الحياة البشرية، فمنذ أن خلـــق الله آدم، بــَّين له الـــطريق إلى معرفته، وجعل من ذريته رسلاً وأنبـياء يدعون الناس إلى الهدى بعد الضلال، وإلى الرشــد بعد الغـي، فـــقد قــال تعالى: ﴿وإنْ من أمة إلا خلا فيها نذير﴾ فاطر: 24. ولكن دارسي الديانات من علماء الإنسان والاجتماع حاولوا تلمُّس بداية الدين عن غير هذا الطريق، كما حاولوا معرفة الدوافع وراء ظاهرة التدين. وفي هذه المجالات تعددت آراؤهم وتباينت. فذهب بعضهم إلى أن الدين بدأ منذ عام 60,000 ق.م، بينما ذهب بعض مؤرخي الأديان إلى أن الدين بدأ مع بداية حياة الإنسان على الأرض منذ نحو مليوني سنة مضت.

تاريخ الأديان الرئيسية في العالم

ظهرت الأديــان الرئيسية في العالم في الفترة ما بين 600 ق.م. و611م تقريبا. والأديان في هذه المقالة قسمان: سماوية ووثنية.

الأديان السماوية

كان أول الأديان السماوية ظهورا اليهودية وتلتها النصرانية ثم ختمت بالإسلام، آخر الأديان والمهيمن عليها.

الكعبة المشرفة قبلة في كل زمان ومكان وجموع المسلمين حولها يؤدون مناسكهم.
القرآن الكريم دستور المسلمين.

الإسلام:

هو دين الله الخالد، ورسالته للناس كافةً، وقد ظهر الإسلام في القرن السابع الميلادي في الجزيرة العربية.كان سكان الجزيرة قبل الإسلام يعبدون الأصنام، ويتخذونها وسائط تقربهم إلى الله زلفى، فجاء الإسلام بالدعوة إلى التوحيد ومحاربة الشرك.

وقد نزل الوحي على محمد ﷺ وهو يتعبد في غار حراء بالقرب من مكة، فأوحِي إليه أن ينذر قومه والناس جميعًا. وبدأ دعوته في مكة ولكن قبيلة قريش التي كانت تسيطر على مكة ناصبته العداء. وتعرَّض هو وأصحابه للأذى فاضطرت طائفة منهم إلى الهجرة إلى الحبشة. وحينما اشتد الأذى بالمسلمين أذن الله لهم بالهجرة إلى المدينة، بعد أن دخل بعض أهلها في الإسلام، وأخيرًا لحق بهم الرسول ﷺ. وفي المدينة، بدأ المسلمون نشر الإسلام، ووقعت عدة معارك بينهم وبين المشركين. وأخيرًا فُتحت مكة، ودخل الناس في الإسلام أفواجًا.

وبعد وفاة الرسول ﷺ عام 11هـ، 632م، بُويع أبوبكر خليفة للمسلمين، فحارب القبائل التي ارتدت عن الإسلام بعد وفاة النبي ﷺ، كما أرسل أبوبكر الجيوش لنشر الإسلام والدعوة إلى الله خارج الجزيرة العربية. واتبع الخلفاء الذين جاءوا من بعد أبي بكر هذه السياسة نفسها. وخلال 100 عام تقريبًا من وفاة الرسول ﷺ، انتشر الإسلام في الشرق الأوسط كله وعبر شمالي إفريقيا إلى أسبانيا. وفي عام 114هـ ،732م خاض المسلمون والنصارى معركة بلاط الشهداء بالقرب من تور بفرنسا، حيث توقف المد الإسلامي، وظلت أوروبا نصرانية.

حمل الدعاة المسلمون الإسلام إلى الهند وكل أنحاء آسيا. ومنذ القرن الحادي عشر وحتى القرن الثالث عشر الميلادي، انتشر الإسلام في غربي إفريقيا. واليوم يُعدُّ الإسلام الدين الرئيسي لكل أقطار شمالي إفريقيا والشرق الأوسط، وكذلك الدين الرسمي لبنغلادش وإندونيسيا وماليزيا وباكستان وأفغانستان.

اليهودية:

في أصلها دين صحيح بعث الله به موسى عليه السلام وأعطاه التوراة، وكثيرًا ما يصف القرآن الكريم اليهود بأنهم أهل الكتاب لكنهم بعد ذلك غيروا وابتعدوا عن الدين الحق الذي جاء به موسى عليه السلام وقد نسخت اليهودية بالإسلام، ويعتقد اليهود أنهم يرتبطون بإبراهيــم عليــه السلام وابنه يعقوب (إسرائيل)، وأبنائه الاثني عشر (الأسباط) وقد ردَّ الله تعالى هذه الدعوى في قوله عز وجل: ﴿ما كان إبراهيم يهوديًا ولا نصرانيًا ولكن كان حنيفًا مسلمًا وما كان من المشركين﴾ آل عمران: 67. وفي فترة لاحقة، أقام العديد من الإسرائيليين في مصر، وأصبحوا في النهاية عبيدًا، ثم حررهم موسى عليه السلام من العبودية، وأخرجهم من مصر إلى فلسطين حيث تلقى التوراة ليتبعها بنو إسرائيل.

وقد قهر الآشوريون والبابليون والرومان بني إسرائيل. وبمضي الزمن، أقام بنو إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط والأقطار الأوروبية في شكل أقليات، وتعرضوا للاضطهاد في عديد من الأماكن، ماعدا البلاد الإسلامية، حيث عاشوا أكثر فترات تاريخهم ازدهارًا وأمنًا في ظل الحضارة الإسلامية. وفي القرنين الأخيرين، سعت أوروبا إلى إبعاد اليهود عنها وطردهم منها. وظهرت حركات مــعادية لهم، من بينها الحركة النازية. وتواطأت تلك الحركات مع الحركة الصهيونية رافعة شعارًا مزعومًا، يقضي بضرورة عودة اليهود إلى فلسطين. ووفقًا لمؤامرات استعمارية، احتل اليهود فلسطين، وشردوا أهلها، وتكون مايعرف بدولة إسرائيل متحدية كل القوانين والنظم الدولية.

وخلال القرن التاسع عشر، انقسم اليهود إلى جماعات رئيسية ثلاث: الأرثوذكس الذين يحافظون على التعاليم اليهودية بطريقة تقليدية، ويمثلون يهود أوروبا الشرقية، والمحافظون والإصلاحيون، وهؤلاء طوروا بعض الممارسات والشعــائر الدينية، ويمثلهم يهود أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية.

الحرم القدسي الشريف وقبة الصخرة في مدينة القدس بفلسطين.

النصرانية:

في أصلها دين صحيح، كتابها الإنجيل، ورسولها المسيح عليه السلام، ثم تعرضت للتحريف ونسخت بعد ذلك بالإسلام. والنصارى شأنهم شأن اليهود في دخولهم تحت اسم أهل الكتاب. ويعتقد معظم النصارى أن الله أرسل عيسى منقذًا للعالم، وأن البشرية يمكن أن تنال الخلاص من خلال الاعتقاد بالمسيح، بينما يؤكد القرآن الكريم أن عيسى دعا إلى عبادة الله وحده لا شريك له.

ووفقـًا لتقاليد النصرانية فإنه بعد الصلب المزعوم لعيسى عليه السلام نشر بعض أتباعه ـ ومن أهمهم القديس بولس ـ تعاليمه. وقد استمرت النصرانية في الانتشار بعد وفاة بولس عام 67م، رغم اضطهاد الرومان لأتباعها. وفي أوائل القرن الرابع الميلادي، اعتنق الإمبراطور قسطنطين النصرانية. وبنهاية القرن نفسه، أصبحت النصرانية تمارَس في كل أنحاء الإمبراطورية.

وخلال القرون الوسطى، نصَّر النصارى كثيرًا من القبائل البربرية الأوروبية، الأمر الذي أدى إلى سيطرة الكنيسة على حياة أوروبا لعدة قرون. ثم ظهرت بوادر شقاق بين النصارى في أوروبا الغربية وبين نصارى شرقي أوروبا وغربي آسيا. وحدث انشقاق رسمي أخيرًا في القرن الحادي عشر الميلادي. وأصبحت كنائس اليونان وروسيا وبعض الأجزاء في أوروبا الشرقية وغربي آسيا تُعرف بالكنائس الأرثوذكسية الشرقية، بينما أصبحت الكنيسة في أوروبا الغربية تعرف بالكنسية الرومانية الكاثوليكية.

وفي القرن السادس عشر الميلادي، قسَّمت الحركة المعروفة بحركة الإصلاح الديني النصرانية إلى أقسام: فبقي معظم الأوروبيين منتمين إلى كنيسة الرومان الكاثوليك، بينما كوَّن نصارى شمالي أوروبا البروتستانت كنائس جديدة، وتضم أكبرها: المعمدانيين والاستقلاليين والأسقفيين واللوثريين والمنهجيين (الميثوديست) والمشيخيين.

ومع بداية القرن السادس عشر الميلادي، نصَّرت البعثات النصرانية أعدادًا كبيرة في إفريقيا وآسيا وأمريكا. كما نشطت إرساليات البروتستانت في القرن السابع عشر الميلادي، ونصَّرت أعدادًا كبيرة في الشرق الأقصى وإفريقيا وأمريكا الشمالية.

الحركة المسكونية العالمية:

تُعدُّ الحركة المسكونية العالمية التي سعت إلى توحيد النصرانية كافة من أكبر التطورات في النصرانية خلال القرن العشرين. وقد بدأت الحركة مع بداية هذا القرن. كانت في البداية محصورة في طائــفة البروتستانت الذين وحدوا طوائفهم المختلفة. وفي منتصف القرن، بدأ الكاثوليك دورًا نشطًا في الحركة المسكونية ؛ إذ تبنت الوثيقة التي أصدرها مجمع الفاتيكان الثاني (1962ـ 1965م) أهداف الحركة المسكونية، كما اجتمع قادة الكنائس الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية في منتصف القرن العشرين، لبحث الطرق التي يمكن بها التقريب بين الطائفتين.

وقد رأى كثير من النصارى أن الحركة المسكونية خطوة إيجابية في سبيل بعث روح جديدة من التعاون والتجديد في ديانة الغرب. ولكن الدين في الغــرب تعرض لنقد شديد خلال القرن العشرين ؛ واتُهمت الأديان التقليدية بأنها فقدت الصلة بضرورات الحياة ومشكلاتها المعاصرة، وأن تلك الأديان لا تستطيع ولن تستطيع أن تعالج القضايا الاجتماعية الخطيرة، كما أنها تدعم وجهات النظر الأخلاقية المتخلفة، وأن معتقداتها أصبحت جافة، وفشلت في الاستجابة لحاجات الإنسان الروحية. وأكد المتدينون ردًا على هذا النقد على جهودهم الواسعة في جعل الدين قوة تعالج حاجات المجتمع ومشكلاته.

وقد توقف كثير من الغــربيين عن ممارسة الشعائر الدينية، ولجــأ بعضــهم إلى الديانات الأخرى ؛ بحثًا عن الهدوء النفسي، وانجذب آخرون إلى دوائر الســحر والشعوذة والاشتغال بالتنجيم، واعتقد بعضهم أن النجوم والأجرام السماوية الأخـــرى لهــا تأثــير علــى شـــؤون الناس. واشتهرت طائفة الأرواحية التي تؤمن بوجود أرواح الموتى، وإمكانية الاتصال بها. وقد اكتسبت ديانات الشرق السماوية والوثنية كثيرًا من الأتباع في الغرب، فاعتنق بعضهم البوذية التي تركز على التأمل، واتبع آخرون شكلاً من أشكال الهندوسية، واعتنق كثير من سكان الولايات المتحدة الأمريكية الإسلام. وظهرت خلال هذا القرن حركة النصرانية المغرية التي تقوم على نوع من العبادة وإثارة العواطف فجذبت إليها ملايين الأتباع. كما ظهرت وسط الشباب في الشاطئ الغربي للولايات المتحدة حركة عيسى التي انتشرت في الولايات كلها، ثم في الأقطار الأخرى، وحاولت الجمع بين الصلوات العاطفية ومجاراة أسلوب حياة الشباب، ومن ثم اهتمت بموسيقى الروك في ترانيمها الدينية.

الأديان الوثنية

أما الأديان الوثنية فأشهرها الهندوسية والزرادشتية والبوذية والكونفوشية والطاوية والشنتو.

الأعداد التقريبية لأتباع بعض الديانات

الهندوسية:

بدأت الهندوسية في القرن السادس عشر ق.م ؛ نتيجة لالتقاء ثقــافة الآريين الذين احتلوا الهند آنذاك، وثقافة السكان المحليين. وكتاب الهندوسية المقدس الفيدا الذي ألف خلال فترة امتدت إلى ألف عام بدأت عام 1000ق.م، وعُرفت بعصر الفيدا الذي تميز بعبادة آلهة طبيعية متعددة، وانتهى بتبنِّي معتقد التناسخ والكرْما. وفي نحو القرن السادس قبل الميلاد، انقسمت الهندوسية إلى مدارس فكرية عديدة، أصبحت اثنتان منها، وهما البوذية واليانية ديانتين مستقلتين، بينما أصبحت المدارس الأخــرى طوائف ترتبط كل واحــدة منها بمرشد أو غورو. وتلتقي جميعها حول مبادئ الهندوسية.

الزرادشتية:

ديانة قديمة أسسها زرادشت الفارسي الأصل الذي عاش في القرن الثالث عشر قبل الميلاد. يعبد أصحابها النار ويعتقدون بالصراع بين الخير والشر وانتصار الخير كما يعتقدون بالحياة الآخرة. ★ تَصَفح: الزرادشتية.

البوذية:

نشـــأت البوذية في الهــند أواخر القرن السادس قبل الميلاد من تعاليم ســـدهارتاجوتاما الذي عُرف فــيــما بعـد ببـوذا المتـنـوِّر. وكان بوذا في الأساس متمردًا على بعض تعاليم الهندوسية ؛ إذ عارض هو وأتباعه تعدد الآلهة عند الهندوس ونظام الطبقات الهندوسي. وقد علم بوذا أن الناس ينبغي أن يسعوا للخلاص من الآلام، وتخليص أنفسهم من كل الرغبات الدنيوية والمتع المادية لكي ينالوا النيرفانا (السعادة القصوى).

دخلت البوذية الصين، وانتشرت في معظم آسيا متحدية الديانتين الــكونفوشــية والطاوية، ثم عبــرت إلى كوريا واليابان. وأصبحت الديانة الوطنية في اليابان لمئات السنين.

انقسمت البوذية في تاريخها المبكر إلى قسمين: ترافادا وهي الأقوى في بورما وكمبوديا ولاوس وسريلانكا وتايلاند، وماهيانا، ويعيش معظم أتباعها في اليابان وكوريا ومنغوليا ونيبال والتيبت وفيتنام، وأجزاء مختلفة في الهند والاتحاد السوفيـيـتي (سابقـًا).

الكونفوشية:

هي ديانة صينية تقوم على تعاليم الفيلسوف كونفوشيوس، الذي توفي عام 479ق.م. وليس لهذه الديانة نظم ولا رجال دين، ولا تدعو إلى الإيمان بإله ولاحياة آخرة، ولكــنها تؤكد على الأخلاق كاحترام الآباء والأسلاف، وعلى الأفكار كاحترام سلطة الحكومة وضرورة قيام الحكم على أسس أخلاقية عالية.

وقد كانت الــبوذية والطاوية والكونفوشية الديانات الوطنية للصين، ولكن، كان للكونفوشية الأثر الأعظم على المجتمع الصيني ؛ إذ كانـت الديانة الرئيــسـية في الــدولة من عام 100 ق.م إلى عام 1900م.

وقد استحسن حكام الصين تأكيد الكونفوشية على احترام السلطات وإخلاصها للمصالح العامة. وكُتب الكونفوشية المقدسة تُسمى النماذج الخمسة والأسفار الأربعة، واتُخذت أساس النظام التعليمي عند الصينيين لعدة قرون. والمتقدمون لوظائف الدولة يخضعون لامتحان مبني على هذه الكتب.

وخلال القرن الحادي عشر الميلادي، تطورت الكونفوشية إلى نظرية فلسفية عُرفت بالكونفوشية الحديثة. وكان لها أثر على القيم الأخلاقية والفلسفية عند اليابانيين في الفترة من القرن السابع عشر الميلادي إلى القرن التاسع عشر الميلادي. وحينما استولى الشيوعيون على الحكم في الصين عام 1949م، حاربوا الكونفوشية والأديان الأخرى، فهاجر معظم أتباع الديانة إلى تايوان. وحينما خففت الحكومة الشيوعية من سياستها تجاه الكونفوشية عام 1970م، انتعشت الديانة مرة أخرى.

الطاوية:

الديانة الوطنية الأخرى للصين، وتعود بذورها إلى تاريخ الصين المبكر، ولكنها لم تبدأ في التطور كديانة منظمة حتى القرن الثاني قبل الميلاد.

وتنادي الطاوية بأن يسعى الإنسان لتحقيق هدفين: السعادة والخلود. وللديانة ممارسات وطقوس من صلوات وسحر وممارسة حبس الأنفاس والتأمل وتلاوة نصوص مقدسة. كما يؤمن الطاويون بالتنجيم والعرافة والشعوذة والاتصال بالأرواح. ويعبد الطاويون آلهة أكثر مما يعبد أتباع أي ديانة أخرى.

وقد استفادت الطاوية من البوذية في تصور الآلهة والمعابد والطقوس. وفي القرن الحادي عشر الميلادي انقسمت الطاوية إلى عدة فرق، انسحب بعضها من الحياة اليومية، وانعزل للتأمل والدراسة في الأديرة، وارتبط بعضها بالمعابد التي يقوم عليها قساوسة يتوارثون مناصبهم، واكتسبوا شهرتهم كسحرة ماهرين يخبرون عن المستقبل، ويحمون الناس من الأمراض والمصائب على حدِّ زعمهم.

الشنتو:

ديانة اليابان الوطنية التي تطورت من معتقدات شعبية محلية. ويعبد أتباع هذه الديانة الأرواح والشياطين التي تحل ـ كما يعتقدون ـ في الحيوانات والجبال والشجر وغيرها من عناصر الطبيعة. وفي القرنين السادس والسابع الميلاديين، تأثرت الشنتو بالبوذية والكونفوشية في معتقداتها وطقوسها. ورغم أن البوذيين والشنتو يستخدمون المعابد نفسها، إلا أن الشنتو لم تستطع أن تطور لها معتقدات عن الخلاص أو الحياة الآخرة كالبوذية. وفي نهاية القرن التاسع عشر الميلادي، دعمت الحكومة اليابانية ما يعرف بالشنتو الوطنية التي تؤكد الجانب الوطني في الشعائر الدينية والأصل الإلهي للإمبراطور، ولكنها اضطرت إلى إلغائها بعد الحرب العالمية الثانية.

مقالات ذات صلة

المصدر: الموسوعة العربية العالمية