الرئيسيةبحث

التتويج ( Coronation )



التتويج احتفال يتسلّم فيه الملك أو الملكة التاج رمزًا للحكم في كثير من البلدان الملكية. ويكون الاحتفال عادة غنيًّا بالألوان والتقاليد. ويظهر في معظم حفلات التتويج الجانب الدينى، إلى جانب الوجه السياسي. ورجال الدين النصراني الرسميون هم من يقومون غالبًا بإجراء مراسم وطقوس الاحتفال. وخلال المراسم يتسلم الحاكم الجديد أيضًا علامات رسمية أخرى للملكية.

احتفال تتويج الملكة إليزابيث الثانية في 1953م. وخلال حفل التتويج في كنيسة وستمنستر تسلّمت الملكة التاج والكرة السلطانية والصولجان ورموزًا ملكية أخرى. بعض مراسم التتويج الأوروبية هذه تعود إلى العصور الوسطى.

حفل التتويج البريطاني:

يشمل كثيرًا من جوانب مراسم حفلات التتويج في دول أخرى. وتُقَام المراسمُ في كنيسة وستمنستر، في لندن.ويتقدم الملك الجديد في موكب من الباب الغربي للدير، عبر صحن الكنيسة، وحتى المعبر، حيث يقام الاحتفال. ويجلس الملك على كرسي الحكم (عرش الدولة)، وتوضع على مذبح الكنيسة حقوق الملك، التاج، الكرة السلطانية، الصولجان، القضيب، سيوف الدولة، المهماز، الخاتم، والأساور التي تستعمل أثناء المراسم. وعندئذ يأتي رئيس الأساقفة في كانتربري ويقدم الملك للناس في الدير على أنه الملك الحق لهذه المملكة، ويؤدي الملك قَسَم التتويج، مقسمًا على أن يحكم بالعدل وأن يدعم كنيسة إنجلترا. ويتسلم الملك إنجيلاً موضوعًا على المذبح، وبهذا يبدأ الاحتفال بإقامة طقوس العشاء الرّباني.

وتُقطع الطقوس تيمُّنًا بقانون الإيمان النَّصرانيّ (طبقًا للعقيدة النصرانية)، وتُرفع العباءة ويتحرك الملك إلى كرسي الملك إدوارد، ويدعى أيضًا كرسي التتويج.

وهنا يُكرَّز الملكُ (يدهن بالزيت) ويُغطّى بعباءة من القماش الذهبي، وتُقَدّم مهاميز القديس جورج، رمزًا للفروسية. ويُسَلّ سيف الدولة من غمده، ويُحمل أمام الملك أثناء بقية مراسم الاحتفال. ويلبس الملك الأساور في رسغيه، وأثناء جلوسه على كرسي الملك إدوارد يتسلم الملك الكرة السلطانية، وهي كرة من الذهب يعلوها صليب. ويوضع خاتم التتويج الذي يرمز إلى الزواج بين الملك والملكة في يد الملك اليمنى. ويتسلَّم الملك قضيبًا مع حمامة، ليمسكه بيده اليسرى. ويمسك الملك بيده اليمنى صولجانًا مع صليب، وعلى رأس الصولجان توجد نجمة إفريقيا، وهي أكبر ماسة مقطوعة في العالم. وبعد أن يتسلم الملك رموز السلطة هذه، يقوم كبير أساقفة كانتربري بوضع تاج الملك إدوارد على رأسه.

وتُطْلِق المدافع من برج لندن طلقات تحيةً في شرف التتويج. ويقوم النبلاء والنبيلات (أعضاء مجلس اللوردات) بارتداء قبعاتهم وأكاليلهم، وقد كانوا أثناء الحفل بلاقبعات حتى لحظة تتويج الملك. ويتحرك الملك نحو العرش بعد أن يتلقى التبريكات من كبير الأساقفة. ويحُيِطُ النبلاء بالعرش وهم يحملون سيف الدولة المرصّع بالمجوهرات، وسيف العدالة الزمنية وسيف العدالة الروحي، وسيف الرحمة ذا الطرف المثلوم. ويعطى الملك القضيب والصولجان التابعً له، ثم يتلقى البيعة والولاء من ممثلي الكهنوت ومن الجمهور.

ويقوم الملك عن العرش، ويرفع التاج، ويقدم رئيس الأساقفة الشراب والخبز للعشاء الرباني. ويوضع فوق المذبح غطاء للمذبح، وقالب من الذهب ويتناول الملك العشاء الرباني ويعود إلى العرش ويتسلّم الملك التاج، والصولجان والكرة السلطانية ويغادر العرش. وبعد أن يمشي الملك في موكب عبر صحن الكنيسة، يغادر من الباب الغربي. ويتبع ذلك موكب رسمي يتخذ فيه الملك طريقه بين الجماهير في شوارع المدينة. وتقام مأدبة بمناسبة التتويج. وفي أزمنة سالفة، كان يركب فارس مدجج بكامل سلاحه (نصير الملك) إلى قاعة المأدبة، ليتحدى أي مُعْترضٍ على حق الملك في العرش.

ومراسم التتويج البريطانية قديمة تمامًا. وأقدم ما جاءنا من سجلات عنها هو سجل مراسم تتويج ملك إنجليزي يعود تاريخه إلى منتصف القرن الثامن، وقد أمر الملك إدوارد الأول (1272 - 1307م) أن يتم التتويج بحيث يحوي حجر السكون (أو حجر القدر)، وهو حجر التتويج لملوك أسكتلندا وأقرب حفل تتويج بريطاني حدث عام 1953م عند تتويج الملكة إليزابيث الثانية. وقد كان هذا أول حفل تتويج يُنْقَلُ حيًّا عبر التلفاز، وقد حضره القادة من جميع دول الكومنولث ومن دول أخرى.

التطور:

اعتادت القبائل الجرمانية القديمة أن تنتخب حكامها. والملك المنتخب حديثًا يتسلَّم رُمحًا وإكليلاً من الحرير أو الكتّان يوضع على جبينه. وبعد أن يجلس الملك على درع، يرفعه المحاربون ليتلقى تحيات أتباعه.

كان الملوك يُكَرَّزون بالزيت، الميرون، وهو خليط من الزيت والبلسم. وكان الناس يظنون أن الزيت، يمنح الحاكم المكرّز قوىَ ذات معجزات خاصة. وساد اعتقاد عام في إنجلترا، أن الشخص الذي يتمكن من أن يمس ولو ثياب الملك، يمكن أن يُشْفَى من المرض. وفي بعض مراسم التتويج، كان الملك يُعَيَّن على أنه واحد من ذوي المراتب البسيطة من رجال الدين. وقد أصبح الإمبراطور الروماني المقدس شمّاسًا مساعدًا وكاهنًا لكنيسة القديس بطرس والقديس يوحنا لاتيران في روما.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية