الرئيسيةبحث

البوذية ( Buddhism )



البوذية من أكبر الديانات الوضعية والفلسفات في العالم. ظهرت قبل 2,000 سنة في شمال شرقي الهند، وانتشرت في معظم أنحاء الهند، وعبرت شمالاً عن طريق جبال الهملايا إلى الصين والتيبت وكوريا واليابان. وفي الجنوب وصلت إلى سريلانكا وتايلاند وبورما وكمبوديا وفيتنام. وانتشرت في بعض أنحاء أوروبا والولايات المتحدة وأستراليا خلال القرن العشرين الميلادي. ويُقدر عدد البوذيين في العالم بنحو 300 مليون.

الجواهر الثلاث للبوذية

يُعرَّف البوذي بأنه من آمن بالجواهر التي هي بوذا وتعاليمه والجماعة.

بوذا:

مؤسس الديانة أو الفلسفة البوذية. عاش في شمال شرقي الهند بين 563-483ق.م. أو 448-368 ق.م. كان معلمًا، يقول تلاميذه إنه استطاع أن يصل إلى حالة الإشراق حسب المعتقدات البوذية. وكلمة بوذا تعني المتنوّر.

التعاليم:

تُشير إلى تعاليم بوذا وأتباعه التي تتضمن معنى الحقيقة والطريق الموصل إليها وتُعلم عن طريق الحقائق الأربع النبيلة والطريق الثماني النبيل.

الجماعة الدينية البوذية:

تكون من عامة الرجال والنساء، والرهبان والراهبات. ويساعد العامة على إمداد الرهبان بالطعام والمأوى والملبس، أما الرهبان فيقومون بتمثيل النموذج الحي لبوذا ويحافظون على التعاليم.

الحقائق الأربع النبيلة:

تمثل نقطة البداية عند البوذيين، وتؤكَّد بنكران الحياة والإعراض عنها وذلك لما يأتي:

1- الألم موجود كما يُلاحظ في الشيخوخة والمرض والموت ومتاعب الحياة من فراق أحبة أو لقاء أعداء. 2- أسباب الألم ناشئة عن الشهوات والرغبات التي تُنمي الرغبة في اللذة والتملك والحرص على الأشياء. إن الجشع والكراهية والجهل نيران ثلاث ينبغي إخمادها. 3- هذه الأسباب قابلة للزوال فيبطل الحزن متى بطلت الشهوة وانتفت الرغبة في الأشياء ويصل الإنسان إلى السعادة القصوى التي تسمى النيرفانا وهي لفظ سنسكريتي يطلقه البوذيون على الخير الأعلى. 4- هناك طريق للسعادة يُعرف بالطريق الثماني النبيل يتضمن درجتين من الحكمة، وأربع درجات من الأخلاق وينتهي بدرجتين من التأمل.

الطريق الثماني النبيل:

1- المعرفة الحقة أو الآراء السليمة ورؤية العالم والحياة من خلالها 2- العزم الصحيح والشعور الصائب ومقاومة الشر والتفكير بعطف ورقة 3- القول الحق، فلا يقول الإنسان ما يؤذي الآخرين. 4-السلوك الحسن والعمل الصحيح، لايؤذي الكائنات الحية ولايأخذ ما لا يُعطى ولا يمارس علاقات جنسية غير مشروعة و لا يشرب خمرًا أو يتعاطى مخدرًا. 5- الحياة الفضلى، يكسب عيشه بطريقة صحيحة لاتضر بالآخرين. 6- السعي المشكور ببذل الجهد في الطريق المستقيم. 7-اليقظة الحقة بأن يتيقظ لما يجري حوله وبداخله. 8-التأمل الصحيح بأن يركز فكره ويتأمل فيما يقوم به.

ويمكن للبوذي أن يبدأ هذا الطريق ببداية ما يسمونه دكا أو الحقائق الأربع النبيلة، أو ينهج منهج بوذا وتجربته المتمثلة في فلسفة التغير وعدم الثبات. إذ رأى بوذا الشيخوخة والمرض والموت فأدرك أن لا شيء ثابت في هذا العالم وأن حياة الإنسان سلسلة من هذه التغيرات الفيزيائية والفكرية. وقد أدى هذا ببوذا إلى القول بالأناتمان أو الاعتقاد بأنه لا جوهر ثابت في الإنسان أو الأشياء، ووفقًا لهذه النظرية فإن الإنسان جزء من نموذج متغير يجري خلال الحياة. وحينما يكف الإنسان عن التعلق بمعنى معين للنفس فإنه يفقد الشعور بالتميز عن الآخرين أو الخوف من الموت، ويستشعر حالة من الحب الدافق والعاطفة وهدوء النفس أو السكينة.

عجلة الحياة:

علامات الوجود ثلاث: الألم، وعدم الثبات والدوام، واللانفس، وهذه معالم ما سمَّاه البوذيون السمسرا أو الدورات اللانهائية للولادة والتغير والموت ثم الولادة من جديد. فالتغيرات التي تحدث في حياة الإنسان تستمر خلال حيوانات عديدة في أشكال إنسان أو حيوان. وتمثل هذه الحقيقة ما سمَّاه البوذيون عجلة الحياة. ويوجد في مركز هذه العجلة رموز للجشع والكراهية والجهل. ثم تأتي بعد ذلك نماذج للعوامل المختلفة التي تعيش فيها الكائنات. وفي الخارج توجد الحلقات الاثنتا عشرة المتصلة. وهذا يبين كيف أن كل شيء يقود إلى شيء آخر أو أن كل حالة تظهر نتيجة لحالة سابقة. فمثلاً العادات الضارة تنتج من الجهل، والرغبة تقود إلى الشوق. والنقطتان اللتان يمكن أن تنفصل عندهما السلسلة هما المتعلقتان بالرغبة والجهل ثم تتحول السمسرا إلى النيرفانا، وتتغير الــدورة اللانهائية للألم إلى سعادة.

البوذية في مجال التطبيق

الطريق الوسط:

يؤمن البوذيون بأن الطريق للسعادة وسط بين الانغماس في الملذات والتقشف، كما يؤمنون بالكرما. ★ تَصَفح: كرما. والارتباط بين العمل وآثاره، فالحياة الظالمة تؤدي إلى الضياع، والحاضر ثمرة الماضي وبذرة المستقبل.

التعاليم الخمس:

أساس العمل الأخلاق. ولبلوغ السعادة لابد من اتباع قواعد خمس وصفها بوذا وسار عليها البوذيون وجعلوها جزءًا من حياتهم. وتُبنى هذه القواعد على القول الحق والسلوك الحسن. وأضاف البوذيون خمس قواعد أخرى لتصبح عشرًا، ويؤدي اتباع تلك القواعد إلى الامتناع عمّا يأتي:

1- إيذاء أي كائن حي 2- سوء استخدام الحواس 3- قول غير الحق 4- أخذ ما لايعطى لك 5- شرب الخمر أو تناول المخدرات 6- أكل طعام قبل نضجه أو في غير أوانه 7- الرقص والموسيقى والغناء 8- اتخاذ الطيب أو تكليل الرأس بالأزهار 9- اقتناء الفرش الوثير أو المقاعد والمساند الفخمة 10- اقتناء الذهب أو الفضة.

التأمل:

يهدف البوذي من خلال التأمل إلى معرفة الحقائق. ويؤكد البوذيون ضرورة اتخاذ مرشد في هذا الطريق. والتأمل أنواع: 1- الساماثا أو الهدوء. ويعتمد على النظرة الداخلية ويؤكد على التيــقظ والوعي التام باللحظة الحاضرة والتنبه في كل وقت 2- الميتا ويؤكد على الرقة المرغوب فيها في قلب الإنسان وتجاه العالم كله.

الزيارات:

يزور البوذيون بعض الأماكن المرتبطة ببوذا مثل بوذا جايا، حيث أصبح متنورًا، وبعض المرشدين الأحياء كالدالاي لاما. ★ تَصَفح: .

الاحتفالات:

ترتبط أعياد البوذيين بحياة بوذا، ومولده، وتنويره، وموته، وبعض الأحداث المعروفة في تاريخ البوذية. ومن أشهر هذه الأعياد الوسياك أو فيساكابوجا في سريلانكا وبورما وتايلاند.

المدارس الفلسفية البوذية

هناك مدرستان رئيسيتان في البوذية: الثيرافادا والماهيانا:

البوذية الثيرافادا:

وكلمة ثيرافادا (أو الترفادا) في اللغة البالية تعني طريقة السلف. وهي المدرسة الباقية من البوذية القديمة وتسمى أحيانا البوذية الجنوبية لأنها تُوجد في أقطار جنوبي آسيا مثل سريلانكا وتايلاند وبورما.

ويُقال لها أيضًا البوذية البالية لأن كتبها المقدسة باللغة البالية. وتُسمى تلك الكتب بالسلال الثلاث وهي:1- سلة النظام، وهي مجموعة من النظم يسير عليها الرهبان في حياتهم. 2- سلة العظات ( سترابيتاكا)، وتضم مجموعة تعاليم بوذا وأقواله الأصلية. 3- سلة العقائد، وهي مجموعة من المسائل والتعاليم الفلسفية.

البوذية الماهيانا:

تُسمى البوذية الشمالية لأنها توجد في شمالي آسيا في أقطار التيبت والصين وكوريا واليابان. وتسمَّى أيضًا بالبوذية السنسكريتية لأن كتبها مكتوبة بهذه اللغة، رغم أنها الآن مكتوبة باللّــغات المحلية. والكتب التي تستعــملها الماهيانا هي إتمام الحكمة لوتس سوترا (الاعتقاد الحق). فيما لاكريتي (اسم الشخص)، سوخافتي (أرض الطهر أو السعادة). ويُضاف إليها النسخة الخاصة من السلال الثلاث.

مدارس بوذية أخرى:

هناك مدارس كثيرة أخرى في الماهيانا من أشهرها زنْ في الصين واليابان. وفي التيبت نجد التانترا وهي مجموعة تعاليم سرية مرتبطة بالغورو (القائد أو المرشد الروحي). ووفقًا لتعاليم أهل التيبت هناك ثلاثة أنواع أو درجات من التمارين البوذية: 1- الهنيانا، وتقوم على الأخلاق والقناعة النفسية 2- الماهيانا، وتعتمد على فكرة بوذا العالمي الذي يساعد كل الكائنات للوصول إلى التنوير 3- فجرْيانا، وتهتم باللاما الحي أو الغورو الذي يمكنه أن يقود الشخص في أسرع طريق إلى التنوير.

ويؤخذ على البوذية غلوها الذي يتمثل في زعمها القضاء على غرائز الإنسان وهذا غير صحيح وغير ممكن والصحيح توجيه هذه الغرائز لتؤدي أهدافها السامية دون خلل. ويتمثل أيضًا في إعراضها عن الحياة ورفضها لها وفي هذا خراب الأرض.

وفي البوذية فكرة التناسخ وفكرة التقمص وهما فكرتان مرفوضتان عقلاً وشرعًا. يضاف إلى ذلك أنها ديانة وضعية لا يعتقد أتباعها في خالق أو إله.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية